حديث في الصحافة .. !
الهام عيسى
منذ تزاوج الكومبيوتر وشبكة العنكبوت التي تولاد من رحمها كم هائل من المواقع والروابط والتطبيقات …. ما زالت الصحافة الورقية تشهد افول متقهقر كل يوم فيه افضل من الذي قبله .. بعد ان فقدت ميزة سرعة وجدة وحداثة … الخبر الذي اصبح في متناول نتاج القراء والمتلقيين والمتواصلين على مستوى جميع بقاع المعمورة الساهرة حتى الفجر تحت وقع العالم الالكتروني الجديد بعد ان سلب رونق وهيمنة الورق والصحافة والكتاب … بل حتى التلفاز الذي غدا من نوادر مشاهدة او متابعة مليونية كما كانت قبل عقدين .. برغم كل التكاليف الانتاجية والتقنية الاحدث والخلطات الداعمة من تاثيرات موسيقى وصوت وصور … والكثير الكثير من الاجتهادات التي لم توقف تداعيات هزيمة البث التقليدي حتى اخفقت بايجاد سبل وعلاجات انجع غير تقليدية ..ليس لديمومة الصحافة فحسب .. بل لحماية مئات الاف الصحفيين والعاملين بالصحافة الورقية والبث التلفازي الذين سرحوا كفائضين او همشوا او ركنوا او اصبحوا الادوات الاضعف في عالم كانوا هم نجومه وقادة الراي والتاثير المجتمعي فيه ..
تلك الحقائق المفجعة المدعمة بالاحصاءات والارقام والبحوث فضلا عن شيوع الحالة في جميع بلدان العالم التي استشعرت مقاييسها العلمية والمهنية والوجدانية … تحت وقع اثار الهزيمة الساحقة التي اصبحوا فيها مجرد رفوف يضع السيد رئيس التحرير وبعض الاقوياء في المؤسسة – وهم على عدد اصابع اليد الواحدة – اثقالهم واحمالهم وهمومهم على اكتاف قادة القلم الذين وجدوا انفسهم واهليهم ومصائرهم بين ليلة وضحاها ضحايا التطورات الجديدة ..تحت تاثير تسونامي الدجتال … بعد ان رفع الغطاء وتعطلت القوانيين والدساتير ليبقوا بلا مأوى بلا معيل سيما وقد قطعت الرواتب وارتفعت المنافسة بينهم وبين ملايين من الاجيال الفوسبوكية الطامحة والجامحة والمجتاحة بلا ضوابط لعالم النجومية والشهرة الذي لا يعرف قواعد الرحمة ولا يلجا للتاريخ في ظل معايير وقيم تعتمد البهرج والزخرف الميداني ..
تلك وقائع موجعة لم يلتفت لها احد من المسؤولين في البلدان العالمية والعربية الا بحدود خدمة المؤسسة بالمنافسة الانتخابية او دعم سياسات معينة اصبح هامش حرية الفكر ومداد القلم فيها من نوادر التاريخ واضغاث احلام المبدئيين ..
عالم الصحافة الورقية والاعلام التقليدي يشهد لفظ انفاسه الاخيرة .. لكن ذلك لا يلغي بقاء نبض القلم الواعي المهني المحترف الذي يفرض نفسه كل حين وفي جميع حروب الصحافة سواء كانت امنية او ضغوط سياسية او تهديدات ارهابية او اذلال اقتصادي يقبض على رقبة الاقلام ويحاول يعتصرها حد الموت ..ان لم تسارع المؤسسات المعنية برد الاعتبار عبر اختراع علمي صحفي جديد وليس شعارات بائسة شبيهة باستجداءات سوق النخاسة .. اذا ان الاقلام الحرة المهنية الواعية لا تخنع ولا تموت .. لان العالم يقوده الوعي الخلاق وان ساد بعض الجهلة والسوقة بغلطة زمنية معينة .. تعد فتنة وربما ازمة .. لكنها حتما ستعبر .. ومعها الاقلام الحرة .. شامخات كل العصور والدهور .
Discussion about this post