الفنانة هالة فؤاد التي ولدت في يوم 26 أبريل سنة 1958 ورحلت عن الدنيا في مثل هذا اليوم منذ 29 عاما وتحديدا يوم 10 مايو سنة 1993، تعد رمزا من رموز الجمال والرقة والبراءة في السينما المصرية، وكانت هالة فؤاد فنانة محبوبة ولها رصيد كبير من الحب والتقدير في قلوب الملايين من عشاق الفن في مصر وفي جميع أنحاء الوطن العربي، وكانت طلتها دوما على محبيها في صورة جميلة ورقيقة ومحترمة، فلم تؤد يوما دورا تخجل منه ولم تظهر يوما في هيئة تهز صورتها أمام محبيها، حتى الفيلم الذي جسدت فيه شخصية غازية، كان واحدا من أجمل وأفضل أعمالها، كما كان يحمل رسالة تربوية جميلة، وهو فيلم “الحدق يفهم” الذي جسدت فيه شخصية ورد الغازية التي تأثرت بشخصية جابر بطل الفيلم وأثرت فيه.
وقد تركت بصمة خالدة في الحياة الفنية وتجربة إنسانية في الحياة الواقعية دفعت الكثيرين للتأمل والتفكير، وكان حضورها على الشاشة جميلا ورائعا، وخلال رحلتها الفنية القصيرة كعمرها عاشت الفنانة هالة فؤاد وعايشت الكثير من الحب والنجاح والألم وقدمت أعمالا فنية قيمة لا تُنسى، ورغم أنها تنتمي إلى أسرة فنية، فوالدها هو المخرج أحمد فؤاد وشقيقها هو المخرج هشام فؤاد، وكانت زوجة للفنان أحمد زكى وأنجبت منه ابنه الوحيد الفنان الراحل هيثم أحمد زكي، إلا أنها لم تعتمد على والدها المخرج أحمد فؤاد، ولم تطلب مساعدة أحمد زكي في أن تكون نجمة سينمائية، بل قررت منذ بداياتها أن ترسم طريقها بنفسها، حيث بدأت مسيرتها الفنية بأدوار صغيرة ومشاهد محدودة.
وكان الفنان أحمد زكي يفضل أن تكون زوجته ربة منزل وليست ممثلة، بينما كانت هي تود أن تكمل مسيرتها الفنية، ولهذا وقع بينهما خلاف انهارت على إثره حياتهما الزوجية، وبعد عامين من الطلاق تزوجت هالة فؤاد من الخبير السياحي عز الدين بركات وأنجبت منه ابنها الثاني رامي، ولكن يبدو أن الألم كان يحتل مساحة أكبر من مساحة الفرح والسعادة في حياتها، حيث أصيبت بعدة جلطات مما تسبب في انسحابها من الحياة الفنية وارتداء الحجاب، رغم سطوع نجمها وتألقها في المسرح والسينما والتليفزيون.
وفي وقت مرضها قالت هالة فؤاد إنها أدركت أن الحياة لا تستحق العناء والصراع من أجل الأضواء والنجومية والشهرة، ورغم شفائها من الجلطات المتكررة التي أصابتها، استمرت رحلة المعاناة في حياتها، حيث هاجمها مرض جديد أجبرها على ملازمة الفراش فترة طويلة، وبعد كثير من الأشعات والتحاليل علمت أنها تعاني من الإصابة بسرطان الثدي، ووقتها استسلمت هالة فؤاد وفقدت شهيتها للحياة، وفي يوم 10 مايو سنة 1993 رحلت عن الدنيا بعد أن أكملت 35 عاما من العمر بأيام معدودة، والغريب أن ابنها الفنان هيثم أحمد زكي قد مات هو الآخر في نفس عمرها تقريبا، وكأن بينهما اتفاق وعقد غير مكتوب، على الرحيل من الدنيا والاكتفاء بـ35 عاما فقط من الحياة، ولقد شكلت وفاتها صدمة كبيرة للوسط الفني، حيث تأثر بها الكثير من الفنانين كما تأثر بها عدد كبير من المشاهدين.
Discussion about this post