الدكتور عبد الجواد أيوب مخترع الفنكوش في “واحدة بواحدة”
الفنان محمود الزهيري يعد واحدا من الممثلين الثانويين المهمشين في السينما المصرية، ورغم أن معظم هؤلاء الفنانين يعدون من أصحاب المواهب الكبيرة، إلا أن الكثيرين منهم لا يعرفهم أحد، فقط نتذكر أعمالهم الفنية ونسعد بمشاهدتهم، وقد استحقوا أن يوصفوا بملح السينما، فهم الذين جعلوا لها طعما وبدونهم تفقد السينما الكثير، ونحن هنا نلقي الضوء على هؤلاء الفنانين ومنهم الفنان محمود الزهيري الذي ولد في يوم 5 يونيو سنة 1922 بقرية منية محلة دمنة بالمنصورة دقهلية وتوفي في يوم 26 مارس سنة 1992، واشتهر بصلعته ووجهه المبتسم دوما، ورغم أدائه المسرحي وصوته المرتفع إلا أنه دخل قلوب المشاهدين بفضل أدواره الجميلة رغم صغر وضآلة مساحتها على الشاشة.
ولو أننا ذكرنا مثلا أن الفنان محمود الزهيري قد ظهر في عدد كبير من الأفلام مثل “الحب فوق هضبة الهرم” و”الشيطان يقدم حلا” و”مولد يا دنيا” و”البرنس” و”السادة المرتشون” و”الغول” و”ضربة شمس” و”عصابة حماده و توتو” و”الطائرة المفقودة” ربما لا يتذكره أحد منا، ولو ذكرنا أنه قام بتجسيد شخصية مدير الشركة الذي يتفنن في توقيع الخصومات على موظفيه في فيلم “تجيبها كده تجيلها كده هي كده” وشخصية مدير الإصلاحية في فيلم “الإحتياط واجب” ربما تذكره البعض منا، ولكن لو قلنا إنه هو الذي جسد شخصية الدكتور عبد الجواد أيوب العالم الذي اخترع الفنكوش في فيلم “واحدة بواحدة” مع عادل إمام وميرفت أمين فمن المؤكد أن الجميع سوف يتذكرونه على الفور.
ومنذ عرض فيلم “واحدة بواحدة” في يوم 16 يناير سنة 1984 انتشرت كلمة الفنكوش واشتهرت على الألسنة، ورغم أن الفنكوش في الفيلم كان مجرد منتج وهمي ليس له وجود وتمت الدعاية له، إلا أنه في النهاية أصبح حقيقة واقعة بفضل جهود الدكتور عبد الجواد أيوب، وما زالت كلمة الفنكوش تطلق على المشروعات الوهمية التي ليس لها وجود، والمفاجأة أن الفنكوش لم يكن مجرد خيال مؤلف أو شطحة مخرج، بل كان حقيقة وواقعا حدث في مصر قبل ظهور الفيلم بما يقرب من سنة 28 كاملة، وكان هذا في سنة 1956 تحديدا، حيث ظهر المدعو عصام الدين متولي الذي أقنع كبار الصحفيين وقتها أنه مخترع ومبتكر اكتشف ما أطلق عليه وصف الشوربة العجيبة التي تشفي من جميع الأمراض.
وقد كتبت عنه وعن اكتشافه الصحف الكبرى ومنحه الصحفيون لقب الطائر الفرعوني، وكان ممن انخدعوا به وكتبوا عنه وروجوا له مصطفى أمين و أحمد رجب وصلاح منتصر، و عندما ظهر كذبه وادعاؤه عادوا واعتذروا للقراء، ورغم مرور 66 سنة على ظهور عصام الدين متولي مخترع الشوربة العجيبة و مرور 38 سنة على ظهور الدكتور عبد الجواد أيوب مخترع الفنكوش، ما زلنا نصدق كل مدع يخرج علينا ويروج لابتكاراته واختراعاته واكتشافاته التي ليس لها وجود، بينما هي في الواقع لا تختلف قي شيء عن كل من الشوربة العجيبة والفنكوش.
*من كتاب “شخصيات مصرية بين التهميش والنجومية” الجزء الأول الصادر عن دار السعيد للنشر والتوزيع.
Discussion about this post