بقلم شيّـماء بن سالم الدّيب – بنغـازي … ليبيا
كُلُّ شخصٍ في هذا الحي مجنونٌ قليلاً
فهم يحملون الحُبَّ والقتال
والبؤس في الدَّاخل
ندىٰ الشَّوارع طيّب
بعض الجُدران محطَّمة
وبعضها الآخر عليها أثارُ رصاص الحرب
هذه الشَّوارع الكبيرة
وهذه البيوت المتهالكة
ما هيَّ الأسرار الَّتي يخفونها؟
ماذا يُشاركون؟
في هذا الحي
يستمر الطّفل في الجري
ومُطاردة الأحلام
يريد أن يكون بطلاً
ويتحدىٰ العالم
في هذا الحي
حيث يسود الفقر والغِنىٰ
ينمو أمل يُقاوم الظَّلام
يحلم خلف زُجاجٍ مكسور
وتظهر ابتسامة
وتنتشر رائحة الأمل
من غير المعروف ما إذا كان أولئك الَّذين غادروا هذا الحي سيعودون!
كُلُّ فُراقِ يُؤلم
ولكن بلا حولٍ ولا قوّة
انظر هنا
الرَّجلُ العجوز الجَّالس في الزَّاويّة
بنىٰ الجسور في القلب فخرج للحُب
يتدفق الوقت ببطء في هذا الحي
وتهدأ موجات الحياة قليلاً
قصيدة تتسرب إلىٰ الشَّوارع
في منتصف الّليل
تُغرسُ نغمة مسروقة في الحب
الأمل ينبت في القلوب
ورائحة الرَّبيع تفوح
الشَّباب الجَّالسون في المقهىٰ
لديهم أحلام
يُرافقهم السَّاز
ويتشاركون المشاكل
يُغنّونَ أُغنيّة
يتردَّد صداها في الحي الكبير
في هذا الحي
الحُبُّ موجود في كُلِّ زاوية شارع
وتنبض القلوب
وينمو الحُب
نظرة واحدة
إبتسامة واحدة
تُغيِّر الحياة…
الّليالي تُصبح أكثر إشراقًا
الآمال ترتفع
يا هذا الحي لديكَ حكاياتٍ قديمة
مليئة بالحُبِّ والقتالِ والانفصال
الشَّوارع كما لو كانت تحكي حكاية خُرافيّة
كانت تُحيط بالماضي إلىٰ الحاضر والمستقبل
تحدث معجزة في كُلِّ لحظة في هذا الحي
تجفُّ الدُّموع
وتُفتَّح الابتسامات
آثارُ حُبٍّ كبيرٍ لا تُمحىٰ
تُولدُ بطلة ويُولدُ بطل
يتحدّون الحياة
الجميع مجنونٌ قليلاً في هذا الحي
فهم يعتنقون أحلامهم
ويتحدّون الحياة
هُنا في هذا الحي
نعيش معًا
نبكي معًا
نضحك معًا
الحُبُّ أبدي في هذا الحي
لا ينتهي أبدًا…
إنَّهُ يدوم.
Discussion about this post