بقلم حسناء أبو عرابي
لقد زرعتُ المعروفَ في غيرِ موضعِهِ
وكَانَ مِنَ الحمقِ
أن أستمرَّ بسقايةِ زهورٍ لا تثمرُ إِلّا الأشواكَ..
لم يتبقَّ في داخلي إلّا زهرةٌ أخيرةٌ … وحيدةٌ
نائيةٌ ومتواريةٌ…
في كلِّ يومٍ أهرعُ في السّر إليها
أسقيها… أرعى صغار أحلامها…
أُصغي إليها… أُحدِّثُها عن غدي القادمِ
وأُخبّهُا بعيدًا عن فأسِهِ
التي اقتلعتْ كلَّ زهورِ حديقتي
في وضحِ النهارِ!
وكم كُنتُ أخشى أن أمرَّ ليلًا
وأنْ أشهدَ موتَ جذوري….
كم كُنْتُ أخشى أن تبورَ حديقتي!
لقد أسرفتُ في الصبرِ
لقد أسرفتُ في الوهمِ
وبلغَ جنوني عنانَ السّماءِ
ولأنّي لَسْتُ نجمةً
حينما ارتطمْتُ بجدارِ فِراقِكَ
لم أتناثرَ
بل سقطتُ كُلّي دفعةً واحدةً…
ولأنّ طعنةَ خذلانٍ في الشريانِ لا تنزفُ
ظلَّ الجرحُ أبدَ الدّهرِ مفتوحًا
وتسلّلتْ منهُ سيولُ الأحزانِ المتلاحقةِ
إنَّ طعنةً أولى في قلبٍ صادقٍ
هي بَوابةُ ألمٍ لآلامٍ تاليةٍ.
Discussion about this post