يعد الفنان عدوي غيث واحدا من الفنانين الذين برزوا في أداء الأدوار الثانوية في السينما المصرية ولم يأخذوا حقوقهم ولم يسلط عليهم الضوء، سواء في حياتهم أو بعد رحيلهم، وهؤلاء الفنانين تميزوا وأجادوا رغم صغر وضآلة مساحة أدوارهم على شاشة السينما، فهم كانوا حقا وكما قيل عنهم بأنهم مثل الملح أو السكر في الطعام، تكاد لا تراه ولكنه هو الذي يجعل للطعام مذاقا، والفنان عدوي غيث مثلا ربما لا يتذكر اسمه إلا القليل، ولكن من المؤكد أن الكثيرين يتذكرون أعماله وأدواره التي ما زالت باقية وعالقة بالأذهان.
وقد ولد في يوم 22 مارس سنة 1923، وتخرج في كلية التجارة جامعة فؤاد الأول في سنة 1945، وعمل بعد تخرجه باحثا في إحدى الوزارات وترقى في العمل حتى وصل إلى درجة مدير عام، ولأنه كان يهوى التمثيل فقد درسه دراسة أكاديمية حيث التحق بمعهد التمثيل وتخرج فيه، وبجانب عشقه لفن التمثيل وعمله به كان الفنان عدوي غيث يكتب القصص القصيرة ويقرض الشعر ويكتب المقالات التي نشرها في بعض الجرائد الخاصة، وبالإضافة إلى ذلك كله فقد كان يهوى لعبة كرة القدم والعدو والتنس.
ولقد شرفت بالكتابة عنه في الجزء الأول من كتاب “شخصيات مصرية بين التهميش والنجومية” الصادر عن دار السعيد للنشر والتوزيع سنة 2019، وقد اشتهر بتجسيد شخصية الرجل العجوز الحكيم الوقور الطيب الحنون، ولعلنا نتذكره في شخصية والد الفنان أحمد زكي في فيلم “الحب فوق هضبة الهرم”، وشخصية والد الفنان عادل إمام في فيلم “النمر والأنثى”، وشخصية كابتن مورو لاعب الكرة الشراب القديم في فيلم “الحريف”، وشخصية مصطفى الغريب عم الفنانة معالي زايد في فيلم “كتيبة الإعدام”، ولكن أبرز الشخصيات التي جسدها على شاشة السينما المصرية كانت شخصية الرجل النصاب الذي يستغل مظهره الطيب الوقور ويستغل صورته كملتحٍ في النصب في فيلم “كراكون في الشارع”، ولعلنا نتذكر جميعا مشهد كيس التمر الشهير مع الفتتن عادل إمام والفنانة يسرا وحكاية “بركة عمك الحاج نادي”.
ومن أشهر أعماله السينمائية أفلام “احنا بتوع الأتوبيس” و”كتيبة الإعدام” و”الحريف” و”كراكون في الشارع” و”النمر والأنثى” و”نهر الخوف” و”الحب فوق هضبة الهرم” و”مستر كراتيه”، ومن أشهر أعماله التليفزيونية مسلسلات “الدوامة” و”علي الزيبق” و”صابر يا عم صابر” و”الزير سالم” و”أبناء في العاصفة”، و قد ظل الفنان عدوي غيث يعمل بالفن طوال أكثر من 40 عاما وكما عاش في صمت رحل في صمت وهدوء في يوم 16 أبريل سنة 1995.
*من كتاب “شخصيات مصرية بين التهميش والنجومية” الجزء الأول الصادر عن دار السعيد للنشر والتوزيع.
Discussion about this post