كريم أبو القاسم الوحيشي
… ليبيا
من الجراجيب والخشيشة وتاجموت الى البحيرة والعمارى و وادي زوية وابريك وشطيب الرشادة رسمت ذكريات ونسجت احداثها بجوار مدرسة طلائع الوحدة هنا كانت لكلمة الجيرة والجيران معنى له اثرا كبير في النفوس ، قد يتسال سائل على اتساع هذه الرقعة الجغرافية ومفهوم الجيرة؟
نجيب ان للجيرة هنا معنى نبيل وشعور لا يفهمه الا من عاش هنا فلقاء التلاميذ بالمدرسة يقرب المسافات و معلميهم على امتداد هذه المسافة وابائهم كثيري السؤال على بعضهم وتجدهم في المرعي جميعا ثم اوان الزرع والحصاد والتعاون والتكافل ومن يمتلك وسيلة نقل مسؤؤل من نفسه على اصطحاب جيرانه و ذوي قرابته للسوق بداخل البلد بل والوصايا والامانات وكم كان صوت السيارة ( الكرهبة) له حنين في الذهاب والعودة، خالى مفتاح الاسطى وخالى عمر الاسطى وشراكة البيجو وحكايات الوالد وتعبيره وتعليقاته وضحكات لازالت تسمع بين الفينة والاخرى ، و ذات يوم انتقلنا من الخشيشة الى العماري و رغم هذا الانتقال الا ان الجيران هم انفسهم والزملاء والقائمة طويلة تحتاج الى صفحات من الكتابة و التدوين حتى لا ننسى احد.
هنا كانت اشجار السرو ( السرول) والكاتشا والصنوبر تملا المساحات لم اكن اتوقع ان تلك الغابات تتلاشى بحكم عوامل الزمن وغيرها.
اي والله كانت الدنيا جميلة وحلوة وكنا نمتلك قطعان من الاغنام وكان حليبها اوان الربيع والزائد عن الحاجة بحكم كثرته وغزارته ان لم يأتي احد للاستفادة به يسكب في حفر ولم نتوقع يوما ان يباع الحليب و مشتقاته ابدا، بل ومن المخجل عند البادية قديما فعل ذلك..
كم كان ذلك الماضي جميل بكل المعاني بالاهل والجيران والاصدقاء والزملاء في المدرسة وبتفاصيل قد لا تترجمها الكلمات ولا شك ان لكل منكم احبتي في هذا الفضاء ماضى يحمل ذكرياتكم و ماسجله العقل واخزنته الذاكرة يبكيكم عند.تذكره و يشعل لواعج الشوق في صدوركم لما لتلك الذكريات من رسم و وسم و بصمات كانوا كاتبيها الوالدين ثم من ذكرتهم انفا.
قال الشاعر: وماحب الديار شغفن قلبي.
ولكن حب من سكن الديارا.
وانا اقول..حب الديار والاهل شغفن قلبي..
حياكم الله احبتي اينما كنتم بكل الود والتقدير والاحترام.
الأربعاء 2023/08/02
متابعة الإعلامي رفيق بالرزاقة.
Discussion about this post