رقصة البعث
ـــــــــــــــــ
نبوءات غزيرة
الحداثة
تعلن عن حالة الطّوارئ !
هي لن تعيد مسار خطواتي الزّلقة
ولا رادار يرصدها !
تهطل بغتة على أسطحي
العطشى،
تأتي من أقصى الرّعونة،
تنقر نافذة قلبي الصمّاء
ليُشَرّع أحضانه الثكلى للقادم من بعيد،
لتتنفّس ستائري نسائمه الصّوفيّة
ويُطلق النّور من كهوف الحنجرة !
لن أعيش بشبه خفق
فلتمتلئ رئتيّ بك ولتستحلّ ضحكتك ثغري؛
لا خوف من التعرّي بك
و ليسقط ورق التّوت !
لا داعي لإخبار عقلي المستبد
المدّعي المثالية
والأفضل لي أن أتسلّل على رؤوس أصابعي خارجه
بسرعة نمرة فى ذروة الاقتناص.
سأنتهز الطّريق المنتظر
منذ أمد
لألبّي نداء حبّ خفيّ
كنت أقرأ عنه في الكتب…
أنا لست ستّ الحُسْنَ
ليخطفني الشّاطر حسن على حصانه الأبيض
-في زمن الطّائرات-
لكنّه فارس كلّ عصوري المحجوبة
عن عيون التّاريخ..
يراني رغم ملابسي البخسة
فتاته الجميلة
ويهدّئ روع أنوثتي المتشبثّة بطفولتها الأم.
ذلك الرّجل الاستثنائي
يقطفني أوركيدا وحيدة
ويبذرني في قلبه..
ينفض عنّي اليتم،
يبيد أحزاني الضّارية
ثم يقلّم أحلامي النّضرة..
رجل لا يشبه البستانيّ الذي
قابلته ذات حلم
ولا مدرّس اللّغة العربيّة
الذي عرفته ذات فصل دراسيّ:
بصوته الجهوريّ الذي ينزع القلب،
يتقن الإيماءات ما بين الفواصل
ويُعرب همس البنات المتبادل
فيتعرّف على المستتر
ويكشف الغطاء عن التّورية
ويضمّ انتباههنّ الشّارد !
يرفع الحرج عن خطّ تودّدهنّ المتصابي،
يسدّد كلماته الموزونة صوب مرمى قلوبهن
فتنتصب شغفا..
يلوي عنق كسرتهنّ في جملة مفيدة
ويجرّ خلفه أحلامهنّ البكر..
مضافا إليه
كلمات يكتبها على سبّورة عيونه بطباشور عسلي
وعطره الذي يعيدني
لحقبة أساطير العشق القديمة !!
….
يوما ما.. كان هذا الرّجل الاستثنائيّ على هيئة ابن الجيران
الذي يضبط عقارب ساعته على موعد
خلوتي بالقمر
فيرسل انعكاس مراياه المتطفّلة
ويستبيح حرمة النّظر !
يدير أغان مفخّخة بالغزل
ويدعوني للمشي في طريق يأخذني
للقاءات مرتعشة
يتردّد صداها في ذاكرة اللّيل
فيفرّ من ضجيجها النّوم.
اليوم، كبرت بما يكفي
لأضعك على ميزان رشيد
فترجح كفّتك عن رجال العالمين
لأُشهر حبّي لك في أوجه من كفروا بالحب
وأقرّ أنّك من ألقى
بحجر الحياة
على بركة قلبي الرّاكدة
فأعاد لها رقصة الدوائر
Discussion about this post