بقلم دكتور
محمد الدليمي
قال تعالى : “فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا”
كثيرا منا لا يفهم معنى الإستغفار بل لا يوعى ماهو الإستغفار فهو كل ما يجده إنه يقول استغفر الله لسانا لا قلبا يوافيها .
إذن الإستغفار هو نوع من التمتمات التي يفعلها الإنسان كي يرزقه الله أولادا وأموالا وجناتا وغيرها من النعم ؛ ومع كل هذا لم نجد مسلما محافظا على تلك التمتمات ليرزقه الله مايشاء فهذا يدل وبكل قسوة إنه لم يؤمن بالكتاب العظيم ألا وهو القرآن الكريم.
ماهو الإستغفار إذ لم يكن التمتمات بقولنا استغفر الله فما يكون إذن ؟ الإستغفار هو العمل الذي نذل به التكبر أو التعالي ! فلكل شخص نفس تزهو بالتكبر والتعالي وهذه يجب أن يطأها العبد فيصبح بعد ذلك عبدا مسامحا مطيعا لشريعة رب السماء .
عدم الإستغفار هو الأذى في الطريق والتكلم بكلام البذيء والسرقة التي لا يعاقب عليها سوى التوبيخ واللباس ووساخة الملبس والمظهر والمظاهر الغير لائقة وكثرة اللهو والسخرية من الناس أوغيرها وهجر قراءة القرآن الكريم والسنة المطهرة وهجر المساعدة للأخرين والأفراط في كل شيء أو البخل .
هذا هو عدم الإستغفار الذي لم يفهمه الكثير الكثير من الناس وظن إنه بذكر تلك الكلمات سينال ما وعد الحق بها ، تذكر جيدا أخي الكريم إن ذكر استغفر الله يكون بالعمل أي أرفع أماطة الأذى عن الطريق واستغفر الله باللسان سيكون لك عملا بذكر الله فهو الخير كله أما استغفار من دون عمل كأنك تذكر الله فلا يجيبك !.
كلنا في مجالسنا نذكر حادثة الشيخ المصري عبد الباسط القارىء للقرآن الكريم بسفراته لأحدى الدول الأوربية قال ( رايت الإسلام ولم أر المسلمين ) هذا القول ينطبق على ما توصلت إليه إلا إن هذا القول يأخذنا الى مطرح ثاني اذ اخذنا منه معنى الإسلام .
وسأروي لكم حادثة غريبة من بلاد الغرب ولتعلم لم هم بأفضل حال منك .
هذه ليست متسولة و لا لاجئة ضاقت بها الدنيا ..
هذه “تاريا هالونين” رئيسة الجمهورية الفنلندية من سنة 2000 الى 2012 تربعت فيها فنلندا خلالها على قائمة أفضل دول العالم بدون منازع في التعليم و الصحة و البنية التحتية و كانت شركاتها الأولى في العالم مثل نوكيا و بعضها لا يزال مثل فارتسيلا و الساعات الرياضية صوونتو و بولار هذا غير صناعة السفن الضخمة و الخشب و الورق و غيرها (مع ان عدد سكان فنلندا لا يتجاوز 5.5 مليون نسمة فقط هذا غير الطقس القاسي شتاء). الصورة هي دعاية قامت خلالها الرئيسة السابقة بارتداء ملابس قديمة من محلات الملابس المستخدمة و جلست بدون مأوى لساعات طويلة لتشعر و يشعر الناس بمأساة اللاجئين و الفقراء. قالت إنها من الممكن أن تكون متسولة أو لاجئة و لكن الحظ جعل منها رئيسة دولة و هذا يجعلها تتعاطف مع من لم يحالفهم الحظ.
ملاحظة : الغرب استغفروا الله بالعمل فربحوا الدنيا بأعمالهم ولكنهم خسروا انفسهم واصيبوا بداء الحياء . فلم يفلحوا بالاستغفار الذي يحمل العظمة للانسان .
العرب استغفروا ربهم بالتمتمات من دون عمل واصيبوا بالكسل ولم يربحوا الدنيا ولكنهم ربحوا انفسهم وزهوها واليوم نرى خسروا انفسهم ايضا بنسيانهم الاستغفار .
Discussion about this post