الفنانة كوثر شفيق بارك الله في عمرها تعد بالفعل ممثلة صاحبة أداء هادئ ووجه معبر، وقد ولدت في يوم 23 ديسمبر سنة 1930، وبدأت العمل الفني في الخمسينيات من القرن العشرين، وتزوجت المخرج عز الدين ذو الفقار بعد طلاقه للفنانة فاتن حمامة وأنجبت منه ابنته الثانية دينا التي تزوجت من المخرج أحمد يحيى، والجدير بالذكر أنها قد ابتعدت عن الفن فترة وتفرغت خلالها لرعاية أسرتها ثم عادت للفن مرة أخرى، والعجيب أنها خلال تلك الفترة اشتركت في بطولة عدد من الأفلام السينمائية مع الفنانة فاتن حمامة، قبل أن تعتزل العمل بالفن نهائيا في سنة 1979.
والفنانة كوثر شفيق وصفت بأنها الفنانة الصامتة، وذلك لأنها في معظم أدوارها كانت تنطق بكلمات قليلة في حوارها، ولكنني أصفها بالفنانة صاحبة الأداء المعبر، فقد كان صمتها معبرا أكثر من أي كلام، وربما لا يتذكر الكثيرون اسم الفنانة كوثر شفيق، رغم أنها واحدة من الفنانات اللاتي تركن أثرا كبيرا لدى المشاهدين، وذلك رغم قلة اشتراكها في الأعمال الفنية، بالإضافة إلى صغر حجم أدوارها.
ولو عدنا بالذاكرة للأعمال التي شاهدنا فيها الفنانة كوثر شفيق لتذكرناها على الفور، فهي التي أدت دور الممرضة في فيلم “آثار في الرمال”، ودور كوثر صديقة عديلة في فيلم “حكاية جواز”، ودور المضيفة الجوية اليابانية في فيلم “مطاردة غرامية”، ولكن يبقى دورها الأشهر هو دور سنية “بتاعة الفراخ”، التي ظهرت مع الفنان عبد الحليم حافظ في أغنية “تخونوه”، وكانت تزوره وقت مرضه في المستشفى في فيلم “الوسادة الخالية”.
وشاركت الفنانة كوثر شفيق في عدد من الأفلام السينمائية الشهيرة مثل “بلال مؤذن الرسول” و”وكر الأشرار” و”السلم الخلفي” و”عايزة أتجوز” و”الخروج من الجنة” و”عهد الهوى” و”أماني العمر” و”عندما نحب”، بالإضافة إلى عدد من الأفلام السينمائية التي شاركت فيها مع الفنانة فاتن حمامة، ومنها “القلب له أحكام” و”الحرام” و”أريد حلا” و”لا عزاء للسيدات”.
*من كتاب “شخصيات مصرية بين التهميش والنجومية” الجزء الثاني الصادر عن دار السعيد للنشر والتوزيع.
Discussion about this post