بقلم دكتور… عاطف معتمد
أخبرني صديقي حسين – وهو دليلي وسائق سيارة الدفع الرباعي التي أجرتها منه هنا في وطن قبائل المعازة – أن الرضيع الذي نراه أمامنا لم يبلغ من العمر عدة أشهر، ولعله لم يكمل شهره الثالث، وهذا اللون البني الذي يبدو عليه سرعان ما سيتغير ويكتسي بجلد جديد مودعا مرحلة الميلاد والرضاعة.
لا يبدو لهذا الصغير من حدب على الظهر مقارنة بأمه، لكن البدو يميزون الحدب بوضوح بكثافة الشعر عند تقوس الظهر وسيكتتمل التحدب ويظهر بجلاء بالتقدم في العمر.
صغيرنا الذي يبدو في الصورة يلهو في مرحلة الرضاعة يسمى ” حوار” . ويذهب البعض إلى أن هذه التسمية مردها أن أمه تظل مشغولة به حائرة معه لا تستطيع الانطلاق والانشغال عن رعايته.
وحين يفطم الجمل يسمى “مفرود” أو “مفطوم” وذلك باكتمال عامه الأول. ومفرود هنا سببه أنه بوسعه الاعتماد على نفسه في البحث عن طعامه.
وفي عامه الثاني والثالث يسمى ” الحِقّ ” ، ويبدو أن هذه الاسم مرتبط بمعنى أنه يجوز لصاحبه أن يحمله ببعض متاع على ظهره.
وحين يبلغ الثالثة أو الرابعة من عمره يعرف باسم ” الجذع”.
ويسمى ” الثني” في تلك الفترة الممتدة بين عامه الرابع والخامس، وسبب التسمية هنا بـ “الثني” لأنه يكون قد حصل على المجموعة الثانية من أسنان فمه.
ويسمى ” الرباع” إذا بلغ ما بين الخامسة والسادسة من العمر، وتخلص من أربعة أسنان أولية لتحل محلها أسنان أقوى.
ويسمى ” السديس” في بداية ظهور الضروس، في حوالي العام السادس من عمره.
ولا يحمل اسم “جمل” إلا بعد أن يجتاز مرحلة “السديس” وتكون أسنانه قد اكتملت.
وعادة ما يعيش الجمل عمرا لا يتجاوز العشرين عامًا.
أخذت هذه الصورة الربيع الماضي من صحراء مصر الشرقية. في منابع واد شهير يسمى “ملاحة” ينبع من جبال البحر الأحمر وينتهي في خليج السويس غير بعيد عن رأس الجمشة.
ورغم الهدوء والحذر في مسيرة سيارتنا كي لا نزعج هذا الرضيع عن وجبته الصباحية إلا أنه انتبه وأمه وتطلعا إلينا بترقب استكشافي: “عدو…ولا حبيب؟!”
Discussion about this post