بقلم الكاتب الصحفي والأديب
محمد السيد
قد تستغرب فى البداية هذا العنوان . هل يجنى الأدب علينا . إنه من المعروف للجميع أن الأدب يسمو بالنفس والمشاعر .. وأنا اتفق معك فى ذلك كل الاتفاق . لكن الأدب ذو وجهان وهذا هو الوجع الحسن له . أما الوجه الآخر هو ماقصدته فى العنوان . وهو جنايته على النفس والإنسان .
أراك تسأل ولم .. أقول أن غالب كتب الأدب من شعر ونثر ورواية .. تتكلم فى المثاليات . تتكلم أن انتصار الخير دائما وهزيمة الشر . وهذا ما لا يحدث غالبا فى واقع الحياة .. تتكلم عن بشر كله مميزات لا يعتريه النقص أو الذنب أو الهم . تتكلم عن انك بمجرد أن صلتك بالله حسنة وأنك طيب القلب كل شيء سيحل . بل ربما يحل ولو لم تتدخل انت فى حله .
الامر ليس هكذا . البشر لن يعاملوك بطيبة مثلك لمجرد انك طيب . لن تحل أمورك بدون أسباب لأجل انك سليم النية وفقط . فى أحيان كثيرة ينتصر الشر على الخير .. الحياة ليست عادلة فى بعض الأحيان .. كل إنسان فيه الخير والشر .. كل بنى ادم خطاء . ليس هناك معصوم إلا الأنبياء ..
فى اعتقادى أن كتب الدين والوحي هى الأقرب إلى الصواب . فالله عندما تكلم عن البشر قال الهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دثها . حينها تتقبل فكرة أن تقابل فى حياتك الخير والذى ليس بذلك . ان تتعامل مع الناس بوعى وليس بطيبة ساذجة لأنك سليم النية .. إن تتقبل فكرة المعصية فى بنى ادم فكل بنى ادم خطاء ..حتى وإن كانت علاقتك بالله جيدة هذا ليس معناه إلا تبتلى وتصاب بمرض أو مشاكل ..
كتب الدين تنمى الخير فيك .. لكن لاتخرجك عن الواقع وتفصلك عنه . مثل ماتفعله كتب الادب . الشعر والنثر ينمى المشاعر صحيح . لكن فى غالبه غيبوبة كبيرة . مثل السكر بمجرد أن ينتهى مفعول كوب الخمرة . ترجع تنصدم بالواقع المر .
كلامى ليس معناه إلا نقرأ ادبا .. ولكن اقرؤ دينكم واعرفو مايرنو إليه . وحصن نفسك به .. ثم بعد ذلك اقرأ ادبا ربما تجد فيه مشاعر راقية لكن مع وجود مرجعية وخلفية دينية تحميك من مثالية الأدب ..
محمد السيد
Discussion about this post