بقلم الكاتبة … ريما حمزة
ولادة
خَلَعَتِ الليلةُ خِمارَها الأسودَ
وجرَّتْ مِيْلَ كُحْلِها
على حدودِ بياضِ الفجر ..
قلبي قريةٌ صغيرةٌ
تغسلُ قدمَيْها بماءِ النهر ..
تختمُ أبوابَ ذاكرَتِها بالشّمْع ..
فالمساءُ شعورٌ والصباحُ معنىً ..!
مُذْ تحوَّلَتْ غابةُ السّنديانِ إلى قصَبٍ
لم يَنْقُرْ عصفورٌ ربيعيٌّ جبينَها
فاحْتَفَتْ بالبقيّةِ المتبقيّةِ
حتى لا تقَعَ في غباءِ ما بعدَ الظُّهْر ..
كثيرٌ من الغيومِ التي لم تُمطِرْ
تدعوها اليومَ إلى حلبةِ الرّقص ..
تقودُ انقلاباً أخضرَ
فوق هذا البساطِ اللانهائيِّ من العطشِ ..
أوقفتْ موسيقى ( باخ ) الكئيبةَ
لتناغيَ الفرحَ وتستدرجَه
تسمعُ صوتَ خطاهُ على الورق
وحفيفَ ملابسِهِ
وهو يركض بين الحروف …
كلُّ الأحاديثِ الحبيسةِ العيونِ
تورّدَتْ في ( أنيميا ) الرّوحِ
لطالما أَحَبَّتِ الشِّعْرَ
لم تُحِبِّ الحسابَ يوماً
وهي المنحازةُ للعينينِ
لا للنظّاراتِ السوداءِ ..
تُضيئُ اليومَ كقمرٍ في الباديةِ
كحفلةِ ألعابٍ ناريّة ..
تُلبّي دعوةَ الكونِ المُلِحَّةَ
لتكونَ أكثرَ رِقَّةً مع العصافير
وأوضحَ ظِلّاً مع الشمس
الاستيقاظُ ليسَ خياراً
فالشّمسُ تشرقُ من جديدٍ
وتقولُ لها :
كلُّ كومةِ قشٍّ قابلةٌ للاشتعال ..
بقلم الكاتبة … ريما حمزة
Discussion about this post