- بقلم الكاتب الصحفي والأديب
محمد عبد العزيز
————————
كان سمحا بشوشا ودودا لين الجانب رحيما بكبار السن من أهله وذويه لا يتأخر أبدا عن مد يد العون لهم، وكان حنونا على كل أطفال العائلة كما لو أنهم كانوا جميعهم أبنائه. كان عجيبا في كل شيئ.. بيض دجاجاته على غير العادة أغلبه كبير الحجم بصفارين، وكنت عندما أسأله عن السر يجيبني وهو يضحك:
يوما ما سأخبرك.
بقرته كانت البقرة الوحيدة من بين أبقار أهل القرية التي تلد توائم ذكرا وأنثى.. عاودت سؤاله مرة أخرى عن سر ذلك فكرر لي جوابه القديم:
يوما ما سأخبرك.
كان إذا غرس فسائل النخيل في بستانه وحول بيته كما يفعل أهل بلدتنا جميعا تتحول كل فسيلة لنخلتين بجذر واحد وحوله عشرات الفسائل التي يقتلعها ويعطيها للآخرين يغرسونها في بساتينهم وحول بيوتهم ، وكان كلما سمع السؤال يتردد فى نظرات عيني وملامح وجهي يعاود جوابه القديم:
يوما ما سأخبرك عن السر.
عندما تزوج حملت زوجته فى الشهر الأول وبعد تسعة أشهر بالتمام رزق بتوأم.. ولد وبنت.. أطلق على البنت اسم أمه وعلى الصبي اسم أبيه
ذهبت إليه وهنأته بمولوديه وقبل أن أنصرف قرأ في وجهي سؤالي القديم، فنظر لي وقال:
الآن يا صديقي. الآن أجيبك.. إنها دعوة أمي. كانت دائما تدعو لي وتقول:
ربنا يوسع رزقك ويطول عمرك ويطعمك ما يحرمك.. عندها أدركت سر تلك البركات التي تتدفق عليه، فكان إذا مس التراب بيديه صار ذهبا
محمد عبد العزيز
Discussion about this post