المطربة إلهام بديع …
صاحبة أغنية “يا حضرة العمدة”
كتب … خطاب معوض خطاب
المطربة إلهام بديع صاحبة أغنية “يا حضرة العمدة” تعد واحدة من أكثر المطربات الموهوبات صاحبات الصوت الجميل المتفرد، ورغم ذلك تعرضت للظلم والتهميش ولم تنل ما تستحقه من شهرة أو تقدير، فهذه المطربة لا تتوفر عنها أي معلومات شخصية ولا يعرف لها تاريخ ميلاد، بل ومن النادر أن يتذكر اسمها أحد ومن المؤكد أن القليلين فقط هم من يعرفون أن المطربة إلهام بديع هي صاحبة الأغنية القديمة الشهيرة “يا حضرة العمدة”، وأما الذين يعرفونها فربما لا يتذكرون ملامحها جيدا.
والمطربة إلهام بديع مطربة شعبية بدأت نشاطها الفني في نهاية خمسينيات القرن العشرين، وانضمت إلى فرقة رضا للفنون الشعبية، ومن أشهر أغانيها “البلبل غنى على سنبل الغلة” و”احنا اللي ضربنا الهوا دوكو”، ولحن لها عدد من كبار الملحنين مثل بليغ حمدي الذي لحن لها أغنية “دار الهوى” التي كتبها السيد مرسي، ومحمود الشريف الذي لحن لها أغنية “رنة الخلخال” التي كتبها إبراهيم رجب، كما سافرت فترة إلى العراق وسجلت هناك عددا من الأغنيات باللهجة العراقية، ومزجت أيضا بين التراث المصري والليبي في عدد من أغنياتها، وقد ظهرت إلهام بديع في بعض الأفلام السينمائية، بصوتها أحيانا وصوتا وصورة أحيانا أخرى منها “دماء على النيل” و”لعبة الحب و الزواج” و”امتثال”، وصدر لها شريط غنائي وحيد.
والجدير بالذكر أن إلهام بديع كانت هي المرشحة لغناء أغنية “على حسب وداد قلبي يا بوي” التي كتبها الشاعر صلاح أبو سالم ولحنها بليغ حمدي وبالفعل تدربت على غنائها كثيرا ألا أن عبد الحليم حافظ فاز بالأغنية في النهاية، مما تم ترشيحها لغناء أغنية “القمر مسافر” قبل أن تصبح من نصيب أحمظ عدوية، وبرغم أغنياتها المتعددة إلا أن أغنية “يا حضرة العمدة” تظل هي أشهر أغنياتها وصانعة شهرتها رغم أن البعض نسبها إلى المطربة فايدة كامل عن طريق الخطأ، وهي من كلمات الشاعر محمد ياسين قاسم وتلحين فتحي حجازي ويكاد يحفظها جيلنا كله ونرددها جميعا منذ طفولتنا، وكانت تذاع منذ عشرات السنين على شاشة التليفزيون المصري مصورة من داخل استوديوهات التليفزيون.
وكانت إلهام بديع تغنيها بمصاحبة راقصات من فرقة رضا للفنون الشعبية وجسد شخصية العمدة محيي الدين الخضيري الذي ظهر مع المطربة الشعبية ليلى نظمي على المسرح في أغنية “ما أخدش العجوز أنا”، وفي ثمانينيات القرن العشرين تم تصويرها باستخدام الرسوم المتحركة التي أحبها الصغار والكبار، وكانت كثيرا ما تذاع بين شوطي مباريات كرة القدم، وذلك قبل ظهور الأستوديو التحليلي وقبل هجوم غول الإعلانات الذي افترس وقت ما بين الشوطين بل ويفترس في أغلب الأوقات أجزاء من المباريات نفسها، والطريف أنه في سنة 2015 وفي هي حفل ختام الفصل الدراسي الأول لدارسي اللغة العربية في المكتب الثقافي المصري بالسفارة المصرية في اليابان واحتفالا باليوم العالمي للغة العربية قامت بعض الفتيات اليابانيات الدارسات بغناء هذه الأغنية على المسرح بطريقة جميلة وطريفة ومتفردة.
Discussion about this post