من الخاسر المدرس أم الطالب
ناديا يوسف تكتب
العنف هل تبدو هذه الكلمة غريبة ومستهجنة لاسيما عندما يتم استخدامها في أماكن لايجوز أن تكون لاسيما في المجال التربوي والتعليمي أم هل هي حالة طبيعية تأتي مكملة لتنشئة وتربية الجيل ؟؟
يبقى السؤال ماهو العنف وهل هو مقصور على الضرب فقط أو المعني العنف بأشكاله المختلفة فالعنف اللفظي يعتبر أشد وأقصى .
للأسف نحن أكثر الشعوب التي تطلق شعارات و نتمسك بالقشور وننسى اللب منها
كم سمعنا لا العنف ضد المرأة لا للعنف ضد الطفل والأساليب التربوية الحديثة و القوانين التي تنصف المرأة ” الأم والزوجة والأخت والأبنة ” وحماية العامل والموظف وووووو بالتالي حماية الإنسان بقيمته الإنسانية على حدٍ سواء
واليوم سيكون الحديث عن العلاقة مابين المعلم والطالب فالملفت أن الكثير من القوانين التي صدرت وتصدر وفِي مختلف الدول تتحدث عن أهمية احترام الجيل والحفاظ على كرامة الطالب وإشعاره بإنسانيته وهذا مطلب حق وضرورة حياتية ليكون الشباب الناشىء والمعد بشكل جيد ليخوض غمار الحياة ولتستمر عجلة البناء والاستمرارية فهل تبنى الأوطان بمجرد الكلام أم لابد أن يترافق القول مع الفعل
يبقى السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هل يوجد ثواب دون عقاب هي عملية تكاملية الأولى تكمل الثانية وبالعكس
لطالما كان الأسلوب التربوي قديماً أن الحق مع المعلم والطالب هو المذنب دائماً سواء مظلوم أو ظالم وكم سمعنا عبارة الأهل للمدرس ولعلّي أستعير بعض الكلمات باللهجة المحكية ” العامية ” مثل ” اللحم لك والعضم لك ” وكم من الطلاب تَرَكُوا المدارس بسبب ظلم بعض المعلمين
ومنذ عدت سنوات اختلفت الأمور أصبح الجميع بما فيهم الأهالي والطلاب و التربية يضعون الحق على المعلم وكأننا في حرب يدور رحاها بينهما لا بد أن ينتصر أحدهما على الآخر
للأسف جاءت بعض القوانين مجحفة بحق المدرس الذي باتت كرامته في الأرض حتى البعض منهم قد تعرض لإرهاب حقيقي مثل الضرب والتوقيف
هنا يقف المعلم على مفترق طرق بين الواجب والقرارات ومزاجية الأهل وفوضى الطلاب
أمامه خيارين إما الهروب أو تحمل المسؤولية وفق هذه القرارات التي شلت يديه
لعل حالة الفوضى الموجودة في العملية التربوية وجنوح الأهالي قبل الطلاب إلى الدروس الخصوصية ساهم في زيادة هذه الهوة لطالما سمعنا عبارات مخزية الأباء والأمهات ” أبعثه لعند الاستاذ منه يأخذ درس ويساعده في واجباته و منه أرتاح منه كم ساعة ” أو عبارة الطالب للمدرس ” أنا عّم طعميك وأسقيك ” أو نرى بعض لأساتذة قد نسوا أو تناسوا أن التعليم رسالة وليست مجرد مهنة حتى بات البعض منهم لايعطي الدروس في المدرسة بما يمليه عليه الواجب ولست عنا بصدد الحديث عن الدروس الخصوصية
كل هذه الأمور كان له الدور الكبير والأبرز في العملية التربوية والحالة التي وصلت إليه .
اختلفت المعايير والموازيين عما سبق ولكن تبقى القيم كما هي لا تتبدل
المعادلة بسيطة لا تحتاج إلا الكثير سوى أن يفهم كل شخص دوره وأن لا تتحول القرارات التي تصدر إلى سيف مسلط على رقاب المدرسين أو تقلل من شآن الطلاب
في نهاية الأمر كله يدفع الثمن الطالب يفشل و المعلم غير مرتاح في عمله و الأسرة تتحطم آمالها والمجتمع يخسر الكثير من أبنائه
معاً حول مستقبل مشرق
Discussion about this post