أمين الهنيدي.. فنان أضحكنا كثيرا ولكنه عاش مكتئبا
كتب … خطاب معوض خطاب
الفنان أمين الهنيدي الذي توفي في مثل هذا اليوم منذ 37 سنة يعد واحدا من أكبر وأشهر نجوم التمثيل الكوميدي في تاريخ الفن المصري، والمثير أن حياة هذا الفنان الكوميدي الكبير كانت تحفل بكل ما هو غريب ومثير، حيث التحق بكلية الآداب ثم تركها والتحق بكلية الحقوق، التي تركها ليلتحق بالمعهد العالي للتربية الرياضية بمدينة الإسكندرية، ثم عمل مدرسا للتربية الرياضية وممثلا كوميديا يمتع المشاهدين ويضحكهم، ولكنه في المقابل عاش مكتئبا لفترة طويلة من حياته لأنه كان يعاني من إحساس لم يفارقه يوما بقرب وفاته ودنو أجله.
والفنان أمين الهنيدي الذي تم تشبيهه بالفنان علي الكسار واختلف الكثيرون حوله، فمنهم من وصفه بأنه كوميديان ليس له مثيل ومنهم من وصفه بأنه أثرب إلى المهرج منه ألى الكوميديان، وقد اختلفت المصادر في تحديد تاريخ ميلاده، حيث قيل إنه ولد في يوم 1 أكتوبر سنة 1925، وقيل إنه ولد في يوم 24 أكتوبر، وقيل بل ولد في يوم 25 أكتوبر، بينما ذكرت جريدة المصري اليوم وجريدة النهار الكويتية أنه قد ولد بالمنصورة في يوم 24 ديسمبر سنة 1925، وحينما تخرج في المعهد العالي للتربية الرياضية كان الأول على دفعته في سنة 1949، وتم تعيينه مدرسا للتربية الرياضية بمدرسة النقراشي الثانوية، وتدرج في المناصب حتى أصبح مديرا عاما للنشاط الرياضي بوزارة التربية والتعليم.
وقد انضم الفنان أمين الهنيدي إلى فرقة الريحاني المسرحية، واشترك معهم في مسرحية واحدة ثم سافر بعدها للسودان، والتقى هناك الفنان محمد أحمد المصري “أبو لمعة” وكونا معا فرقة مسرحية قدمت أعمالها بالنادى المصري بالخرطوم، وبعد عودته من السودان التقى الفنان عبدالمنعم مدبولي الذي ضمه لبرنامج “ساعة لقلبك”، حيث قدم الهنيدي شخصية “فهلاو” الفلاح الساذج واشتهر من خلالها، ثم التحق بعد ذلك بفرقة تحية كاريوكا المسرحية، ثم انضم لمسرح التليفزيون الذي قدم من خلاله عدة أعمال ناجحة، ومن أشهر أدواره المسرحية شخصية الشيخ علام في “حلمك يا سي علام” وشخصية الحانوتي في “أصل و صورة” وشخصية المدرس عبدالمتجلي سليط في “لوكاندة الفردوس”، بالإضافة إلى دوره في “غراميات عفيفي” و”جوزين وفرد” وكانت آخر أعماله المسرحية “عائلة سعيدة جدا”.
كما قدم الفنان أمين الهنيدي للسينما عددا كبيرا من الأفلام الكوميدية التي صنعت له شهرة كبيرة مثل “شنطة حمزة” و”أشجع رجل في العالم” و”7 أيام في الجنة” و”زوجة من باريس”، و”شهر عسل بدون إزعاج” الذي اشتهر فيه بقوله: “جلبي هيفط مني يا منير يا ولدي”، ودور “تحفس أفندي” في فيلم “غرام في الكرنك”، ولكنه في آواخر أعماله السينمائية كانت اختياراته بعيدة عن الكوميديا مثل “طائر على الطريق” و”القرش” و”القطار”، بالإضافة إلى”الحدق يفهم”.
والجدير بالذكر أن الفنان أمين الهنيدي كان يقدم مسرحية “عائلة سعيدة جدا” على المسرح ويضحك المشاهدين بينما كان يكتم آلامه بداخله، حيث كان قد أصيب بمرض السرطان وأجرى جراحات في الرئة والفم بلندن، غير أن هذه الجراحات لم تخفف من آلامه شيئا، فدخل أحد المستشفيات بالقاهرة ليتم علاجه على نفقة الدولة، وتوفي به في يوم 3 يوليو 1986، ومع الأسف قام مسئولو المستشفى باحتجاز جثمانه ليجبروا أسرته على دفع مبلغ 2000 جنيه، وهو المبلغ الذي زاد عما كان مخصصا لعلاجه على نفقة الدولة.
Discussion about this post