فهيمة الحسن
كل شيء تغير في واقعنا الطفولة بالأمس غير الطفولة اليوم ، والمراهقة اليوم غير المراهقة بالأمس ، كذلك البيئة ، العلاقات ، الحب ، الحرب ، الرغبة ، الشغف وغيرها من الاشياء والمصطلحات التي تدور في فلك كل منا
لقد أصبحت الحياة سريعة في تحدياتها
مما جعلت النفس تهرب الى عالم آخر .. يختلف عن عالمنا الحقيقي
يتجمل به رواده ، و يجعلهم يعتقدون بأنهم سيجدون حلولا لمشكلاتهم اللامتناهية في هذا العالم غير الطبيعي بعلاقاته واحاسيسه ، فكل شخصية لها عدة شخصيات، وممكن عدة حسابات ، تهرب من الواقع الحالي الصعب إلى واقع سهل جدا ومريح .
و كل منها تتمتع بسلوكيات مختلفة وكأنها تعيش انفصاما حقيقيا في الشخصية الواحدة، أو ثنائي القطب ، فتصبح هناك فجوةً كبيرة ،مما يساهم في فقدان البوصلة و رؤية الهدف فيؤدي إلى إعاقة التقدم والتطور.
و هذا العالم هو مايعرف (“بالعالم الافتراضي) انتظري قليلا …أنا لا أفهمك
مالذي تريدين الوصول إليه ؟!
أريد الوصول إلى حل يرضي النفس ويساعدها في الإرتقاء والسمو نحو العلياء.
الحل هو البحث عن اعصار يضرب كل خلايا المخ ولم أجد غير اعصار التغيير
الذي يجتاح هذا الكون كل فترة بل كل ثانية ، إن لم نستطع أن نقبله سيُفرض علينا بطرق عدة فالتغيير له ثمن (إما ….. و أما )، و العملية التغييرية مفروضة علينا سواء شئنا او أبينا ، الحياة في حركة مستمرة إن لم تواكبها ستترك وتمضي من دونك ، و عندها يفرض عليك أفكارًا وأفعالا وأشياء حتى ،ولو كنت لا تحبها أو تريدها…
للأن لم أفهم ماتريدين قوله؟!حسناً سأعطيك مثالا؛
التغيير هو إعادة هندسة حياتك لجعلها أكثر تطوراً وتقدماً بدلا من ثباتها في زاوية مغلقة وهنا لن يفرض علينا التغيير من خلال الغير ، انظر حولك !!
إن البلاد المتقدمة هي التي تدير ذمام الأمور في هذا الكون هي التي تضع خطوط العرض الواضحة لرؤيتها و تقود الدول الأخرى كما تريد ..مثل مايقال(بكبسة زر )
كذلك الناجحون هم من عرفوا جيدا أهمية التغيير ..فهم لم يغيروا الواقع أو البيئة أو الأشخاص
و السؤال هنا …ماذا فعلوا بعدما فقدوا الأمل في تغيير الواقع ؟
سوف أشير بأصبعي إليك ..نعم أنت … عالمك الخاص بك ، ذاتك فأنت تستطيع أن تُغير من نفسك وتنظر للأشياء بنظرة مختلفة عن سابقتها، نظرة مليئة بعزيمة و إيمان بكل ما سيأتي من جديد سيكون من صنعك ، أنت وضعت له الرؤية والاسس و التخطيط الواضح الذي يُسهل عليك في المستقبل سرعة التنفيذ.
التغيير ضرورة حتمية في حياتنا
وهذه الضرورة تحتاج إلى تصميم ومثابرة ، إن رغبة الإنسان لا تأتي إلا من يقين صادق في أهمية التغيير وما سيعود عليه من خير، وهذا لا يأتي من غير مرونة ، فهي من اساسيات العملية التغييرية وإلا لن يكون هناك تغييرا بل انقياد،
عوّد نفسك على التغيير، فهو حياة جديدة خالية من الملل والروتين مليئة بالاهداف والاحداث الشيقة ، مليئة بالشغف والقبول والجمال والحب واليقظة الذهنية التي تمنحك لذة الحياة.
تخيل نفسك تقوم بأشياء لم تعتد على القيام بها من قبل
كقراءة كتاب مثلا ؛
كل كتاب يمنحك تأشيرة العبور الى العوالم غريبة وعجيبة ،القراءة تزودك بالأفكار الجميلة والجديدة وتنشط خلايا الفكر من خلال الخيال والسحر الموجود بين سطور صفحاتها وهذا يسهل عليك عملية الإبداع وإيتان الافكار الأصيلة والفريدة . أو أن تقوم بممارسة هواية جديدة تمنحك الحيوية والسعادة ، أو تعلم مهارة ما كمهارة الاستماع لرأي الاخرين والانصات الجيد ،كم من اشياء ومعلومات اكتسبناها ونحن نستمع بشغف لنفهم وليس نستمع للرد فقط ،جميل أن نجرب أشياء لم نكن نفعلها في السابق تجعلنا نشعر بالرضا والامتنان والسعادة،
فتزهر قلوبنا واجسادنا معها
كما تزهر أوراق الاشجار وتثمر براعمها في حدائق حياتنا،
فهيمة الحسن
Discussion about this post