بقلم : نورة بوعلاقي _ الجزائر _
بعد منتصف ليل قاحل، أردت أن أسلب حياة ليست من حقي، أردت أن أجرب مكانا جديدا أنعم فيه ببعض الهدوء بعيدا عن ذكريات تمر على ثنايا عقلي فتحدث ضجيجا، ضجيجا كان كفيلا بأن يهز كياني…
كل شيء من حولي يبعث بطاقته السلبية نحوي، مما جعلني أحتضر وأفقدني الرغبة في العيش أكثر…
أنفاسي المتثاقلة، اليائسة تلك أطفأت أمالا، كنت قد أوقدتها داخلي.
لا أنكر أنها أمال متضائلة، لكنها جعلتني اتشبث بالحياة.
أما الآن فأنا أطرق أجراس النهاية اللامتناهية، معلنة اكتفائي ساحبة مقبس وصالي بالحياة، هذا ماخلته لبضع ساعات، فلقد ظننت أنني سأفلح هذه المرة في التخلص من غرفة التعذيب التي وضعت نفسي فيها، حينما أقبلت على دواء اضطراب النوم خاصتي، كانت قد وصفه لي الطبيب، فأخذت جرعة إضافية، لكن أي اضطراب هذا؟! ..يستغبيني ؟! ..
لكنني نزعت اعترافه منه، بأنه لا خلاص لي سوى نوم الخلود. عزيزي “ليو” أأنت غاضب مني؟ أتتساءل لم فعلت كل هذا ؟ أيهمك أمري؟
حسنا، أنا فقط أواجه تقلبات كبيرة جدا في الحياة ، لا مخرج منها..
فقط أردت التوقف عن التفكير لبضع دقائق ..أردت التخلص من وحدتي … أن يبدد هذا الشعور بالخوف.. فقط أردت أن أغادر مكانا أنت لست فيه بجانبي ….
هذا ما سولت به لي نفسي، فبدا لي الموت لوهلة خلاصا، بدا لي أمانا من كل هذا الجحيم…
إنني أشعر الآن بدوار شديد، يبدو أن مفعول الدواء أخذ يسري، فأنا أشعر بخفة وكأن جسمي أصبح بوزن ريشة، كما أنني أحس باضطراب قوي في قلبي كأنما أركب قطار الموت الشهير في مدن الألعاب المجنونة..
إنني أموت ياليو الآن موتا أبديا وليست ميتتي الأولى، فقبلها قتلتني برفضك، والآن أنا أكمل مابدأته أنت ..
أتمنى أن يكون موتي كافيا، لإراحة قلبك.
والآن قبل أن تتوقف آخر حواسي وآخر نبض قرع لأجلك، أخبرني ياليو كيف للعشق أن يغدو سما؟!
Discussion about this post