نورا عواجه
أعطاه الله أذنا موسيقية لتعوض فقدانه البصر، ليتحول شادي الشريعي 38 عامًا، من مجرد شخص بسيط إلى عازف أورج، يحصد عشرات البطولات على مستوى الجمهورية، ليس فقط ذلك بل ساعدته في إيجاد وظيفة بورشة ميكانيكا، من خلال تعامله مع السيارات على أنها فرقة موسيقيه
ولد «شادي» فاقدًا للبصر، لتبدأ أسرته رحلة علاجه مع شقيقته، لكن لم يتوصل الأطباء لسبب فقدانهما البصر، وبدأ كل منهما التغلب على مرضه من خلال الدراسة، وحقق «شادي» التفوق في مدرسة طه حسين للمكفوفين، وتخرج في كلية الآداب قسم فلسفة جامعة القاهرة، بحسب حديثه لـ«الوطن»: «اتولدت كفيف وعندي أخت كفيفة، بس أخويا الصغير مبصر».
«شادي» ينمي مواهبه بالموسيقى
بعد تخرج «شادي» في الجامعة، اتجه لتنمية مواهبه في المزيكا، ليصبح عازفًا للأورج، ودخل مسابقات عديدة، وحصد بطولة أول جمهورية سبع مرات، على مستوى جامعات مصر، وفاز أيضًا بالبطولة 3 مرات في المسابقات التي أقيمت برعاية وزارة الشباب والرياضة: «بحب الموسيقى من صغري هي روحي اللي بتنفس بيها».شادي» ميكانيكي فاقد للبصر
تزوّج «شادي» من فتاة مبصرة عام 2017، ورزق بابنته «دعاء»، البالغة من العمر 5 سنوات و3 أشهر، وقادته الصدفة للعمل، إذ كان يتردد على ورشة ميكانيكا ليزود سيارته بالبنزين كل فترة، ولاحظ صاحب الورشة خبرة «شادي» في تصليح السيارات: «كنت بركب مع والدي عربيته على طول، ولما تبوظ أعرف أي الغلط اللي فيها من الصوت».
«شادي» يصلح السيارات اعتمادًا على الصوت
عرض صاحب الورشة على «شادي» العمل معهم، للاستفادة من موهبته في تصليح السيارات، وفي البداية كان يشخص العيوب عن طريق أذنيه، حتى قرر العمل بيديه، ليكتسب خبرة كبيرة: «أنا بسمع صوت العربيات كأنه موسيقى، وأقدر أحدد كل عربية محتاجة إيه، وطبعًا كنت باخد مرتب من صاحب الورشة».«شادي» قصة كفاح ونجاح
يتلقى «شادي» الدعم من زوجته، التي تسانده في كل خطوة، ويدعمها هو الآخر في تحضيرها للماجستير بكلية دار علوم، واستطاع إنشاء شركة شحن خاصة به، إلى جانب عمله في توزيع وتلحين الأغاني، وذهابه إلى الورشة من حين لآخر: «في ناس بتطلبني بالاسم عشان أروح أصلح عربياتهم، ومبقدرش أقول لأ، لأن دا المكان اللي بدأت فيه».
Discussion about this post