بقلم الكاتبة والأديبة
شيماء يوسف
حِين يَشَاءَ اللَّهُ سيمر كُلُّ هَذَا الْمُرّ سننجو بِرَحْمَتِهِ مَنْ كُلِّ متاهات الْحَيَاة ومتاعب النَّفْس وَالَم إلْيَاس سنعبر عَلَيَّ كُلُّ هَذَا الْوَجَعَ وَنَمِر مَرّ الْكِرَام
خِلَال هَذَا الْوَقْتِ سنكتشف ضَيَاع بَعْض الامنيات وَالْأَحْلَام مِنَّا وَلَكِنْ لَا بِئْس كُلِّ شَيِّ يُعَوِّض إلَّا أَنْ تَفَقَّد نَفْسِك
سيتغير تفكيرك واهتماماتك واحلامك حَتَّي حُزْنُك سيختلف تعبيرك عَن أَلَمِك ووجعك سَتُصْبِح أَكْثَر نُضْجًا وروحك أَكْثَر شُيُوخًا سيتحول كُلِّ شَيِّ داخلك لطاقه مِنْ الْأَمَلِ و لِلْفِكْر وللتأمل مَعَ الْوَقْتِ ستجيد ابْتِكَار طُرُق جَدِيدَة لِلنَّجَاة
ستوهن عِظَامَك آثَار الْحُرُوب الَّتِي تخوضها وَمُرُور الزَّمَن وَلَكِن سينضج عَقْلِك نَتِيجَة التَّجْرِبَة
ستنموا داخلك حُكْمُه رَجُلًا عَجُوزًا تَعَدِّي التِّسْعِين مِنْ عُمْرِهِ رَأْي مَا رَأْيٌ فِي حَيَاتِهِ وَلَكِنَّه مَازَال حَيّ
ستختار رُفَقَائِك حِينِهَا بِحُكْمِه وستغلق عَلَيْهِم دائرتك الصَّغِيرَة
ستتصاحب أَلَمِك وَتَتْرُك ذكرياتك الحزينه عَلِيّ مَحَطَّة قِطَار الْحَيَاةِ وَأَنْتَ مُغَادِر حَامِلًا حقائبك المملؤة بأمتعتك الْمُخْتَارَة بِعِنَايَة لرحلتك الْجَدِيدَة فِي الْحَيَاةِ
وَأَنْتَ حُرٌّ ، سَعِيد ، مُنْتَصِر ، نَاضِج ، مُتَشَوِّقٌ أَنْ تَبْدَأَ مِنْ جَدِيدٍ
وَلَنَا فِي اللَّهِ وَالظَّنّ الَّذِي لَا يخيب
Discussion about this post