تعددت الظواهر السلوكية في الحياة العامة للمجتمعات عموما ، وتغيرت اشكال وانماط المعاملات السلوكية بين افراد المجتمع بدءا من نواته ( العائلة ) ووصولا الى تكوين المجتمع الاكبر بكل فئاته وتعدد طوائفه .
ومن هذه السلوكيات الطارئة على المجتمعات والتي بمجملها تبتعد عن اخلاقيات المجتمع العربي وقيمه الدينية والانسانية .. والتي قد يتعامل معها البعض بعدم الاكتراث او اللامبالاة او المرور عليها مرور الكرام ظاهرة التنمّر ، وظاهرة ايذاء الآخر بكلمة جارحة ( بقصد او على سبيل المزاح ) وظاهرة التلاعب بمشاعر الاخرين دون ادنى شعور بتأنيب الضمير .
وبصرف النظر عن آراء وتشخيصات علماء الاجتماع وعلم النفس وبدون الخوض في النظريات الانسانية نجد ان الواقع المرئي والمعاش يحتم على الجميع نشر ثقافة احترام الآخر والتعامل بما تمليه علينا القيم السماوية والاخلاقية والانسانية ..
في جمع عدة أراء ومن مختلف الاختصاصات وبما يتلائم وعنوان المقال ( اختلاف زوايا النظر ) عرضنا الصورة ادناه لنستطلع آراءهم ورؤاهم وتأويلاتهم وما يمكن استقراؤه منها .. ذهب البعض الى معنى الكلمة الجارحة التي لا يمحى اثرها ، وأوّلها اخرين بظاهرة التنمر ، ووجدها غيرهم تعني التلاعب بمشاعر الاخرين وكسر قلوبهم …
وقد نجد تأويلات اكثر عمقا واتساعا ، لكن يبقى الطرح هو كيف ننظر لمثل هذه الظواهر وكيف نحدّ منها ونحاربها للقضاء عليها .
ان نقف مكتوفي الايدي وكأن الامر لا يعنينا ذلك يعني اننا مجرد اجساد خاوية من القيم ، مفرغة من المشاعر والاحاسيس ، حيث لا مبدأ ولا امتلاك ادنى حدود الشجاعة لنقف ضدها ..
هناك الكثير من يتنمر بشكل او بآخر .. التحاذق و ( التشاطر ) على الاخرين بهدف اظهار قوة الشخصية او العلم بالشئ هو قمة الجهل مع الشعور بالنقص وادران النفس هو شكل من اشكال التنمر ..
استغلال الصداقة ( تحت طائلة ما يسمى الصداقة ) بتوجيه كلمة جارحة تطعن القلب بقسوة بحجة المزاح هو شعور عميق بالنقص والسذاجة والحمق ..
كسر قلوب الاخرين وجرح مشاعرهم موضوع يستلزم صفحات وليس سطور .. فكم من فقير متعفف نال من كرامته تصرف شاذ من عديم الاخلاق والنخوة .. وكم من فتاة كسر قلبها وتلاعب بمشاعرها شاب ارعن ولا اتكلم هنا عن علاقات حب عابرة ، بل ما يدخل صلب الموضوع بعمق كظاهرة فسخ خطوبة او حالة طلاق دون اسباب تحتم الوصول لابغض الحلال عند الله .. تجبّر الحموات وكأنها المنتقم الجبار ( حاشا لله ) وامتثال ابنها الارعن ( العود ) كالبهيمة البلهاء لأوامرها بحجة الجنة تحت اقدام الامهات ، ورضى الله من رضى الوالدين وينســـــــون تماما انه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ..
او ليس التلاعب بمشاعر الفتيات وكسر قلوبهنّ ووضعهن وعوائلهن في موضع لا يحسدون عليه امام المجتمع ونظرته المجبولة على اعراف ما انزل الله بها من سلطان نوع من معصية الخالق ..؟؟؟؟؟؟؟؟
ورغم هذا وفي كل الحالات التي مررنا على ذكرها نجد العديد من الحاضرين من يشاركون بغباء مدقع وحماقة مزمنة في جميع هذه السلوكيات … وهذا لا يعني اطلاقا عدم وجود من يقف بقوة ضد هذه السلوكيات الرعناء ، لكن في الحقيقة ليس بالقدر الكافي الذي يمكن من خلاله القضاء عليها ..
قد يبدو للبعض موضوع الطرح ليس بالقدر المهم او الظاهرة الخطيرة التي يجب تسليط الضوء عليها ، لكن بحثا ميدانيا في شوارع المدن ، واروقة المدارس والجامعات ودهاليز المحاكم الجنائية ومستشفيات الصحة النفسية كافية لكشف الكثير مما لم نتطرق اليه في متن المقال
وللقارئ ان يضيف المزيد … فهناك الكثير مما لم نقله بعد ..!!!
Discussion about this post