بقلم / المختار المختاري ‘الزاراتي’
‘بصمة الوقت على جلد أنثى الليل’
كيف ينسى ابن اللّيل طريق الضّوء؟
كيف يجمع بين قلب مغفّل
وما تبق من صدره يصلح للتنفّس
ورائحة البحر المغادر الى ضفاف التكدّس…؟
كيف ينمّي صمته
وينموا في الغياب
ثم ينتهي من تضميد الكلمات
بمفعول رجعيّ؟
كيف يسلّي كأسه
ويشتهي مضاجعة الحياة المومس؟
كيف ينصت لغربته
بغير شفتين
تنطقان أغنيات الزّمن القادم
من خلف المسافات البعيدة…؟
كيف ينشئ من العدم عدم مستساغ
أو عبث قابل للاشتعال
في جنين القصيدة؟
كيف يقبّل سيدة تكذب
تكذب
كما يكذب السياسيّ الفاشل
في أزمة حبّ علنيّة؟
أو في قارورة خمر مخفي في جريدة؟
كيف تركنا البعوض يتناسل في سرير الجهل
وآمننا بتسوّل مستقبل لفكرتنا
فاحترقنا بالغرق في قاع وجودنا
واقبلنا على ظلّنا ننبشه
علّه يخبرنا بما ضاع منّا في المنابر
وفي معابر الصور الزائفة؟
كيف جرحنا المعنى بسكّين الغدر
ثمّ تباكينا على خسارة الوقت؟
وكيف آمننا بالظنّ
وبعضه اثم… وكلّه نقمة وهمّ وندم…؟
سيدة الكبت المتواترة في نشرات الأخبار
يا من سكنت النار بثوب النار
وابتكرت لغة للرغبة
بمرارة ما جنيت من ثمار الفرار…
كيف حبّرت البياض ببياض
وسطّرت أسطرا من فراغ
حتّى ينبت على الورق قرار
تسكبينه في الماء
وتشربينه ساعة انهيار…؟
كيف سلكت سبيلي
والتقيت ليليا في ليلي
وخرّبت صحو النّهار؟
كيف انتهيت
وانتهى ذلك التوهّج في قلب الأعمى
ليصبح عمره كلّه مجرّد اختيار
كأنه اختيار…؟
02/07/2023
المختار المختاري ‘الزاراتي’
Discussion about this post