قاسم العابدي
بلا وجهٍ تُناديكَ الجهاتُ
وتذبلُ في ملامحِكَ
الحياةُ
بلا طرَبٍ ستعزفُكَ المرايا
كأنّكَ صوتُ مَن بالحربِ
ماتُوا
يجيءُ الوقتُ في كفَّيكَ شمعاً
لتشعلَهُ فيخمدُهُ
الطُّغاةُ
أيا مَن كنتَ في زمنٍ فُراتاً
سينكرُ وجهَ مَغناكَ
الفراتُ
لأنّكَ وارثُ الفقدِ المُدَمّى
ستلهَجُ عندَكَ
(الأرضُ المَواتُ)
تخطَّيتَ المنازلَ في نزيفٍ
خرافيٍّ سيجهلُهُ
النُّعاةُ
ورحتَ تبوحُ بالأسرارِ جَهراً
فترميكَ الخناجرُ
والوُشاةُ
كأنّكَ بلبلٌ من غيرِ جنحٍ
تحومُ عليهِ في جوعٍ
بُزاةُ
ستهرُبُ من حريقٍ نحوَ مَنفى
ويُبنَى في قصيدتِكَ
الرُّفاتُ
لعلَّكَ في ظلالِ البؤسِ تَمشي
ويُدركُ حجمَ خَطوتِكَ
العُداةُ
سرائرُكَ التي اغتالَتكَ يوماً
على نصٍّ تُجرِّدُهُ
الذَّواتُ
ستترُكُ فيكَ هيكلَ مُعضلاتٍ
تُلقِّنُها على دمعٍ
صلاةُ
ستُجرَحُ ثمَّ تُجرَحُ ثمَّ تَنسى
وتهتفُ في رُعاةِ الجُرحِ
هاتُوا
وتشهَقُ في سطورِ الحِسِّ جَهراً
فلا تختارُ عودتَكَ
الفَلاةُ
فضاؤُكَ غربةٌ ومُناكَ صبرٌ
ورسمُكَ سوفَ تَشطبُهُ
الدَّواةُ
فدَعْ عنكَ التّمنّي، أنتَ وجهٌ
ستُنكِرُهُ بسِيرَتِها
الجِهاتُ
قاسم العابدي
Discussion about this post