الرواد نيوز …
• ربما لم ترتبط حضارة إنسانية بحديث السحر والسحرة بقدر ارتباطها بالحضارة المصرية القديمة لقد كان السحر عند المصريين القدماء بمثابة علم مستمد من المعارف والكتب
وكان الساحر المصري القديم مثقفا ثقافة رفيعة المستوى ويمتلك معارف واسعة المدى في العديد من المجالات الأدبية والدينية والفيزيائية والسحرية
• وكان السحر جزءًا مهمًا من الحضارة المصرية القديمة
وكان يستخدم في العديد من المجالات مثل الطب والزراعة والحرف اليدوية والسياسة
وكانت هناك طقوس سحرية تستخدم للتنبؤء بالمستقبل وتشخيص الأمراض وعلاجها
وكانت هناك أيضًا تقاليد سحرية تستخدم لإنشاء التماثيل والأواني المزخرفة بالألوان المشعة
وكان يعتقد أن هذه التقاليد تساعد على إضفاء الحظ على صاحبها
وكانت هناك أيضًا طقوس سحرية تستخدم في السياسة لإثبات شرعية حكام مصر
• فما معني كلمه السحر لغويا؟
وماقصه السحر في الحضارة المصريه القديمه؟
وما هو الإله “توتو” إله السحر عندهم
وهل قصة لعنة الفراعنة ضرب من ضروب ذلك السحر الذي لا يزال خافياً عن الأعين؟
ثم من هو “حكا” رمز السحر والطب عند القدماء و”توتو” نظيره؟
وما قصه اصغر دميه تم اكتشافها في المنيا؟
• وصف المولى عز وجل في كتابه الكريم السحر عند القدماء بأنه عظيم!
نعم كان السحر علمًا أو فلنقُل فنًّا من فنون القدماء والحضارة المصرية القديمة
وإلى يومنا هذا تم تأليف عشرات الكتب عن السحر عند القدماء المصريين
حيث اتخذت هذه الممارسة عنوانا لعدة مؤلفات بمختلف لغات العالم التي تناولت شأن السحر في أزمنة المصريين الغابرة
بدءاً من “بردية خوفو” ومروراً بـ”فجر التاريخ” لجيمس هنري بريستد وصولاً إلى “السحر والسحرة عند الفراعنة” لإيفان كونغ
والعشرات من الكتب التي رجعنا إليها لتقديم هذه اللمحات
ولكن إلى الآن لم نجد من يشرح لنا طبيعة أو ماهية السحر عند القدماء
• معنى السحر لغويا في اللغة المصرية واللغة العربية؟
كلمه السحر في المعجم الجامع هو كل أمر يخفي سببه ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع بإخراج الباطل في صورة الحق
واستخدام القوى الخارقة بواسطة الأرواح
وفن وممارسات الساحر والسحر لم يكن سوى قوة خارقة علميه يستطيع من يمتلكها الإتيان بأعمال يعجز عقل الإنسان العادي عن إدراك سرها
لأن عامة الناس سموهم سحرة لأنهم يأتون بأشياء خفيه لا يصدقها عقلهم الذي كان في عصور لا تسود فيها التكنولوجيا والعلوم كما هي الآن
• أما كلمة سحر في اللغة المصرية القديمة “حكا”
وكلمة “حكا” في الأصل كانت تطلق على كل السحرة وعلى كل ما هو خارق للطبيعة وكل من له قدرات خارقة
وطبقا نصوص الأهرام كان ل”حكا” وجود أيضا في عالم الأموات
فنجد الميت يتباهى بكونه ساحر وله القدرة على السحر
نعم السحر كان له آلهة في مصر القديمة مثل الإله “حكا”
وعادة ما يتم تصويره على جدران المعابد كرجل يرتدي ملابس الملك ولديه لحية مقدسة
ويرتدي التاج الممزوج باللونين الأحمر والأبيض نسبة إلى مصر العليا ومصر السفلى
ويحمل في يده عصا بها ثعبانان متشابكان.
وفي العصور الحديثة من عهود القدماء تم تصويره كطفل بصحبة معبودات أخرى وهو يرضع من إصبعه السبابة
• والإله حكا واحد من أقدم الآلهة المصرية منذ عهد ما قبل الأسرات
وظهرت النقوش الخاصة به في فترة الأسر المبكرة
والمثير أن الإله “حكا” إله السحر عند القدماء لم يكن له في بداية الأسر القديمه معابد خاص به مثله مثل آمون وآتون وغيرهما من آلهة مصر القديمة
إذ انتشرت عبادته في المنازل
ثم تالياً وجد طريقه إلى معبد إسنا في جنوب مصر
• لُقب الإله حكا بالسيد قرين
وامتدت عبادة حكا إلى عصر الدولة البطلمية والعصر الروماني
وقد آمن المصريون القدماء أن الذين قد أتوا بأعمال خارقة من جراء امتلاكهم قوى خارقة للطبيعة يستطيع من يحوزها أن يفعل ما يعجز العقل عن إدراك أسراره
وتلك القوى الخارقة هي “حكا” أو “حقا” أو الحق
هي التي استخدمها الإله الخالق في صنع العالم وكائناته المختلفة
• وهنا المعنى أن تلك القوى طبيعية قائمة من حول البشر وتملأ أرجاء الكون
وما على الإنسان سوى التواصل معها إن استطاع إلى ذلك سبيلاً
وقد عرف سرها الكهنة المصريون واقتصر علمهم عليها
• ومن تعويذة الإله “حكا”
روح رع الكامنة في حكا تفيض على كل الأرض
“أنا حكا الكامن في فم وأحشاء رع
ابتعدوا عني أيتها الآلهة
انكفئ على وجهك يا عدو رع
فأنا روح “حكا” خالق الأبدية وسيد الزمان”
كانت تقال هذه التعويذة من قبل الشخص الذي يود حماية نفسه بقوة “حكا”
وكانت تقال وقت الغروب
وتحول هذا النص إلى ضمان لأمان الشخص أيضا
ومن يقوله يضمن الأمان والمكانة أيضا في عالم الخلود مثلما كان على الأرض
• ومن بين الآلهة الأخرى المرتبطة بالسحر في حياة المصريين القدماء
يأتي الإله “توتو” وقد كانت مهمته حماية الناس أثناء الليل من أذى الشياطين والأحلام المزعجة
وكان استخدم سحر الإله “توتو” لتحصين النفوس من الأرواح الشريرة
وهو ما عرف وقتها بـ”السحر الدفاعي”
• بدايه السحر في مصر القديمه
البداية مع «غريو حب»
تبدأ قصة السحر في مصر القديمة منذ عصور سحيقة سبقت معرفتهم للكتابة
وإذا كنا لا نعرف اسم الساحر المصري الأول فيمكننا القول إن طبقة معينة من الكهنة يطلق عليهم اسم الكهنة المرتلين أو «غريو حب» باللغة المصرية القديمة
هم من اختصوا بممارسة السحر
أما عن طبيعة وماهية السحر
فلم يكن مجرد طقوس وهمية للتأثير على المشاهد وإيهامه بأمور ليس لها وجود
بل بالفعل وصل السحرة القدماء إلى المعرفة بعلوم ما بعد الطبيعة أو الميتافيزيقا
وفيها كان كبار الكهنة يتمكنون من تحرير قوى الطبيعة غير المرئية وغير المحسوسة
واعتبر هذا التحكم نوعاً من العلوم التي لا يسمح بنقلها للعوام
ولا تدرس إلا لكهنة المعابد فقط
وكأن الأمر كان بمثابة دراسة أكاديمية
لا سيما أن تلك الحصون الروحية لمصر القديمة كانت بمثابة جامعات مصر في ذلك الزمان
• ولقد ذاع صيت السحرة المصريين قديما بين الشعوب المجاورة كافة عن شهرة السحر وبراعة السحرة المصريين في الحضارة المصرية القديمة أكثر من غيرها في كل الحضارات الأخرى
• السحر بين الأكواخ والقصور الملكية
كان المصريون يمارسون السحر في شؤون حياتهم بجانب عبادتهم للآلهة بدءا من أكواخ الفلاحين والصيادين البسطاء
وانتهاء بالمعابد والقصور الملكيه
لذلك تحتوى المواقع الأثرية في مصر خصوصا على ضفاف النيل على تمائم وتعاويذ ورسومات وتماثيل حتى للساحرات
وقد عثر عليها الباحثون أخيرا في أقصى أعماق قرى الصعيد
• كما يذكر الباحث «إيڨان كونج» في كتابه المترجم إلى العربية “السحر والسحرة عند الفراعنة”
أن السحرة المصريين قديما كانوا يستخدمونه في حماية مصر من أعدائها وفيضان النيل بوفرة والوقاية من الشياطين والقوى الشريرة التي تصور القدماء أنها تتربص بهم
ولذلك كان الفلاح إلى جانب أدائه الصلاة للإله لكى ينعم الإله عليه بمحصول زراعى وفير
كان يعلق في رقبته التمائم والتعاويذ لاتقاء شر الشياطين
وحتى الطبيب في مصر القديمة
كان يصف العلاج للمريض ولكنه يمنحه تعويذة لحمايته من القوى الشريرة التي تسلط عليه المرض
• وفى هذا الصدد يذكر “فانج” في كتابه أن الحكيم “مرى كارع” يقول في تعاليمه
“لقد خلق السحر من أجل الناس حتى يبعد عنهم نوائب الدهر والتأمين والدفاع ضد أي اعتداء ظاهر أو خفى ومن أجل الشفاء
ولم تتوقف أعمال السحر في مصر القديمة عند الذكور من الكهنة فحسب
بل امتدت كذلك إلى الإناث
ومن بين الأميرات الساحرات وعرافات المعبد اللاتي كن يمارسن السحر أربع اكتسبن سمعة بشكل خاص الأميرات
“ميليت” و”إنهاري” و”حنت تاوي” و”روي”
وكن يمتلكن معرفة تامة بالسحر والاتصال بالأرواح
وبعضهن حمل لقب عرافة المعبد
• وكان بعض النساء في مصر القديمة يمتلكن معرفة تامة بالسحر والاتصال بالأرواح
وفي أعياد المعبود “حتحور” كان الشباب والفتيات يجتمعون ويتهافتون على الحصول على تمائم الحب التي تحمل صورة المعبودة ويكتب على بعضها اسم الحبيب أو أحجية الحب التي يعدها لهم السحرة أو عرافة المعبد لتحقيق أمنياتهم
• سر القوى الخفية
وضمن جزء مخصص لمراجعة تاريخ مصر القديمة مع السحر ل”لمقريزي” و”ابن مسعود”
كيف أن ملوك مصر القدامى عاشوا في مدن عملاقة أقاموها على ضفتي النيل وحصنوها بالطلاسم المدمرة للعدو
فنقرأ قصة مثيرة عن أبو الهول
والذي لا يعرف حتى الساعة أحد متى بني ولأي غرض
وهل كان يمثل شخص خوفو صاحب الهرم الأكبر أم أن وراءه سراً خفياً لا يزال مجهولاً؟!
تقول صفحات الكتاب
“إن أبو الهول بني في عهد قديم جداً لحماية مدخل عاصمة مصر القديمة ‘منف’ من العدوان وعواصف الرمال وكانت له مقدرة النطق
فكان ينبئ المصريين عن قدوم جيش معاد أو عاصفة أو طوفان أو وباء أو قحط
• طلاسم “دلوكة” الملقبة بالعجوزة!
قال المقريزي كان ثم عجوز ساحرة يقال لها “دلوكا” وكانت السحرة تعظمهاء وتقدّمها في علمهم وسحرهم وعمرت عليها جميعها الحائط المشهور بحائط العجوز لتحصينها من طروق العدو
وضمن العديد من البرديات القديمة
نجد أحاديث عن تلك الطلاسم أو التعاويذ
والتي عادة ما كانت تكتب بحبر أحمر وبحروف غير واضحة
كانت تستدعي القوى الخفية حول الكرة الأرضية
ومنها تعويذة أبو الهول
• تمكن السحرة من استجلاب قوى خفية توجد حولنا وفي الأشياء سواء الجماد أو الحي
وكان التحكم بقوى ما بعد الطبيعة علما سريا لم ينقله السحرة إلا بشروط وعهود ومواثيق
ولم يكن أي شخص يستطيع أن يكون ساحرا ولا نعرف شروط انتقاء السحرة وإن كنا نعرف أنهم تعلموا في المعابد
• سحر الدمية
قصة تجسد الخيال والواقع في آن واحد
دمية “الفودو” هي نوع من الدمى تم تصميمها لتشبه شخصًا يلقي بها تعويذات أو لإيذائها عن طريق إيذاء الدمية
في العصور القديمة كانت دمى “الفودو” توضع بشكل خاص في المقابر والمنازل والأماكن المقدسة والأراضي الرطبة
• ذكر الفيلسوف الأثيني أفلاطون
أن الدمى عُرضت في نقاط التقاء ثلاثة طرق
وعلى الأبواب وعلى القبور
وغالبًا ما كانت الدمى مرتبطة بأقراص لعنة من
حيث أنها غالبًا ما كانت تُكتب باسم ضحية اللعنة
وغالبًا ما كانوا يُصوَّرون على أنهم مقيّدون وملتويون في مواقف عنيفة
وكانت الدمية تستخدم في السحر عند المصريين القدماء
أي أن الساحر كان إذا أراد أن يؤذى بالسحر أحدا صنع له دمية ووخزها بالأبر أو أحرقها
فإذا وخز عين الدمية بأبرة مثلا فقد أشعر من يريد أذاؤه بأنه وخزة كما وخزها
وقد ورد في النصوص المصرية القديمة أن بعض السحرة أجروا سحرهم هذا على الملك “رمسيس الثالث”
إلا أن أمرهم اكتشف وقبض عليهم وأعدموا
• وهناك قصة مثيرة
نجد كاهنا مصريا يكتشف خيانة زوجته له مع شاب فتي يافع
فما كان منه إلا أن صنع تمساحا صغيرا من الشمع وانتظر حتى نزل الشاب إلى المسبح ليغتسل
فألقى الكاهن تمساح الشمع في المسبح وقرأ عليه تعويذته السحرية
فتحول التمساح الشمعي إلى تمساح مفترس وفتك بالعاشق!
• دمية “الفودو” الرومانية المكتشفة في المنيا
هي لدمية “فودو” يونانية رومانية عارية في وضع الركوع مربوطة ومثقوبة بثلاثة عشر دبوسًا
تم وضع التمثال في إناء من الفخار مع لفافة من الرصاص تحتوي على “تعويذة ملزمة”
وهي نوع من تعويذة الحب مكتوبة باليونانية
تم اكتشافها في المنيا منطقه الشيخ عباده
واشتراها متحف اللوفر عام 1911م من تاجر اثار ويرجع تاريخها إلى القرن الرابع
وقد استدعت التعويذة جميع أرواح الموتى وآلهة العالم السفلي لربط امرأة “بطليموس” برجل مفتون “سارابومون” وقد منعها من الأكل والنوم أو حتى مغادرة منزلها
• لعنات وتهديدات القدماء في مصر القديمة
من بين القصص التي تربط بين المصريين القدماء وبين أعمال السحر
قصه بما يعرف بـ”الرصد”
وهو نوع من التحذير أو الـALARM بلغة عصرنا الحالي
وقد كان الهدف منه هو حماية مقابر القدماء المصريين
وتوجد في مقابر منطقة سقارة والهرم نقوش وكتابات هيروغليفية تتضمن لعنات وتهديدات على جدران ومداخل المقابر
وقد كُتبت هذه اللعنات رغبة من المتوفى في إبعاد اللصوص عن هذه المقابر حفاظا على الجسد المحنط الذي تتعرف عليه الروح من جديد في العالم الآخر
فكان السحر وسيلة دفاع فعالة عن المقبرة وكنوزها
وقد كشفت عن مقبرة لأحد الفنانين ويدعى «بتتي» داخل مقابر العمال بناة الأهرام
وفي مقصورة هذه المقبرة المبنية من الطوب اللبن يوجد نقشان سحريان مختلفان
واحد لـ«تتي»
والآخر لزوجته
أما النص فيقول
«يا كل الناس كاهن الإلهة حاتحور سيضرب كل من يدخل هذه المقبرة ليمسها بضروكل من يفعل شيئا ضدها سوف تلتهمه التماسيح وتفترسه أفراس النهر في المياه والثعابين والأسود في الأرض»
• وهناك مقبرة أخرى بسقارة على مدخلها نقش يقول فيه صاحبها
«كل من يمس مقبرتي بسوء سوف أنتزع رقبته مثل الإوزة»
• ومن أجمل ما عثر عليه هو أن مدخل أحد المقابر عثر به على شخص واقف وفي يده عصا كبيرة يشير إلى ضرب أي شخص سوف يؤذي المقبرة
• خوفو والسحرة
ومن هم سحرة فرعون
وما حقيقتهم؟
لا يمكن الحديث عن السحر والسحرة في مصر القديمة دون أن يتوقف القارئ عند سحرة فرعون وقصتهم الشهيرة مع النبي موسى عليه السلام والصراع الذي دار بين الجانبين
غير أن القصة تبقى أيضاً مثيرة للجدل
إذ التساؤل القائم هل كان الأمر واقعياً أو خيالياً؟
وقبل الجواب ربما يتوجب علينا العودة إلى ما جاء في بردية “خوفو والسحرة”
وفيها أن ابن خوفو قد جاء بالساحر المدعو “جدي”
الذي كان يعيش في مدينة “جد سنفرو” والذي يبلغ من العمر مئة عام
سأل “خوفو” الساحر عن حقيقة تمكنه من السحر وقدرته على أن يقطع رأس إنسان
أو أي كائن حي ويعيده مرة أخرى؟
وأجاب الساحر بنعم وطلب منه الملك أن يفعل ذلك امامه فرفض الساحر وقال
«أنا لا أفعل ذلك في إنسان»
وقال الملك
«سوف أحضر سجينا»
وقال الساحر
«إن السجين إنسان»
ولذلك أحضر له إوزة وطارت رقبتها في السماء وسط دهشة الحاضرين
ثم أعاد رقبة الإوزة مرة أخرى لتجري أمام الحاضرين!
• ولاحقاً ذهب المفسرون إلى أن ما حدث لم يكن سوى إيهام وسيطرة على العيون والأذهان
وأن الأوزة لم تقطع رأسها وإنما خيل للناظرين كذلك
• وفي بعض التفسيرات الحديثة
أن سحرة فرعون الذين ألقوا عصيهم كانوا يستخدمون السحر عينه أو التلاعب بالقدرات البصرية والذهنية
غير أن عصا موسى ابتلعتهم جميعاً الأمر الذي تفوق فيه عليهم
• سر بقاء السحر
أن سر بقاء السحر إلى الآن يكمن في استمرار الإنسان مؤمنا بالسحر وبقاء مظاهر السحر
كما أن هناك أسباب أخرى تتعلق بالساحر نفسه ومدى امتلاكه الدهاء والمهارة في انتهاز الفرص للقيام بعمله السحر
• أن مظاهر السحر في حياة الناس حتى الآن تتعلق بطبيعة الإنسان التي تقوم على حب التوغل فيما وراء الطبيعة
فضلا عن أن الكتب السماوية التي امتلأت بسرد قصص من السحر وتحدثت عن شجرة الخلود التي كانت حسب تفسير التوراة لها أنها تكسب آكلى ثمارها الخلود
وقد استغل بعض الكهان تلك الملابسات وشجعوا الناس على الإيمان بها
ولذلك فإن أغلب السحرة في مصر القديمة كانوا من النوع اللاهوتى أو الكهنوتي
وكانت وسائلهم السحرية المحضة هي الطلاسم والأحجبة والتعاويذ واستعمال المواد الغريبة كشعر التيس ومخلفات فرس البحر والتماسيح
وكان يتم النظر إلى المرض على أنه من فعل روح شريرة دخلت جسم الإنسان
ومن هنا كان الساحر يركز سحره على خروج هذه الروح الشريرة من خلال أوامره بالخروج ولا يستخدم وسيلة ضرب جسد المريض بالعصا حتى موت الضحية
كما يفعل الدجالون اليوم فيخاطب الروح الشريرة قائلا
«اخرجى يا كاسرة العظام يا متسللة إلى الشرايين»
وأحيانا يلجأ الساحر إلى طرد هذه الروح الشريرة من الجسد بالتوسل إلى الآلهة فيقول
«السلام عليك يا حورس يا أيها الموجود في بلد المئات يا حاد القرنين يا بالغ الهدف إنى قصدتك لأمدح جمالك ألا فلتقض على الشيطان الذي يتملك هذا الجسد»
• وفي النهاية
يمكن القول بأن السحر كان جزءًا مهمًا من حياة المصريين القدماء
وكان يستخدم في مختلف المجالات بما في ذلك الطب والدين والسياسة
وكان للسحر دور كبير في تشكيل المعتقدات والثقافة المصرية القديمة
ولا يزال له تأثير على المجتمع المصري حتى يومنا هذا
على الرغم من أن بعض أشكال السحر قد تبدو غير مألوفة أو غير مبررة بالنسبة للعصر الحديث
إلا أن دراسة هذه التقاليد يمكن أن تساعد على فهم أفضل لتاريخ وثقافة مصر القديمة
بأن السحر عند المصريين القدماء كان بمثابة علم مستمد من معارف وكتب علوية وفوقية
لا سيما أن الساحر المصري القديم كان مثقفاً ثقافة رفيعة المستوى ويمتلك معارف واسعة المدى في العديد من المجالات الأدبية والدينية والفيزيائية والسحرية.
{ولا يفلح الساحر حيث أتى
إن الله لا يصلح عمل المفسدين}
Discussion about this post