بقلم الكاتب والأديب
عبد السلام كريمي
من الطرائف والنوادر الموسيقية التي تسعى الصفحة الى احياء وهيجها واستحضارها ومشاركتها الاصدقاء والمتتبعين ، في هذا الراهن الذي اثقل الحواس والقى عليها من جليد المشاعرالهاربة، أغنية “لقاء الأمس”، تلك الاغنية الفيروزية الجميلة التي تنعم بميزات قلما تجدها في اغاني فيروز الاخرى الجارية على توارد السماع ..لا من جيث الكلام ولا اللحن ولا رونق الصوت . بل هي تكاد تشكل الاستثناء عن اغانيهاالاخرى التي الفها الرحبانيان عاصي ومنصور، لانها وضعت على شعر فصيح ولكن هذه المرة لم تجر على لسان جبران ولا سعيد عقل او عمر ابي ريشة او شوقي وغيرهم من اعمدة هذا الشعر، وانما من وحي القلم العبقري الناظم للعقد الفيرورزي، عاصي الرحباني الزوج وشقيقه منصور ،متعهدا هذا الفن منذ بداية المسار وعلى امد طويل…
أذكر هذا في سياق ما رايته واردا في مقال وجيز للناقد (خطيب بدلة) من تصاعد حملة هجوم على الرحبانيين والطعن في كفاءتهما الشعرية، تنامت عبر منابر الاعلام الاثيرية .. وردا على الحملة، يذهب بدلة إلى القول بان الرحبانيين يعدان من المع شعراء العربية ليس فقط في شعر العامية بل حتى في الفصيح ، مستندا على اراء ومواقف شعراء زملاء من بينهم عمر ابو ريشة وعصام العبد الله….مع ذكر قصيدتين غنتهما فيروز بالفصحى للرحبانيين ، هما قصيدة “لقاء الأمس” التي غنتها أول مرة سنة 1953، والثانية ” عصفورة الشجن” التي سجلت في سنة 1965. والقصيدة الاولى “لقاء الأمس” هي التي يحكي عنها منصور الرحباني في آخر حوار أجري معه قبل وفاته (2009)، فيقول: من أكثر اللحظات تأثراً في حياتي يوم انتهى عرض أحد مهرجانات معرض دمشق الدولي، وجاء الشاعر الكبير عمر أبو ريشة ليهنّئنا، فقال: خُذَا شعريَ كله، وأعطياني قصيدتكما “لقاء الأمس”، وخصوصا البيت: نسيتُ من يده أن أستردّ يدي/ طال السلامُ وطالتْ رَفَّةُ الهُدُبِ.
Discussion about this post