بقلم الكاتب الصحفي
محمد السيد
عاد محمود من العمل .. فى موعد الغداء المعتاد عليه بعد الرجوع .. جائع لاقصى حد .. يمنى نفسه باكلة شهية من يد زوجته هناء التى تجيد كل صنوف الطعام .
فتح الباب وقام بالدخول . ليجد هناء جالسة أمام التلفاز تستمع لأحد المسلسلات. يلقى السلام
السلام عليكم
وعليكم السلام
طب بدون مقدمات كده . واقع من الجوع بصراحة .فاحضرى الغدا .
تنظر له هناء . قائلة له ..بصراحة معملتش حاجة النهاردة .
يشتاط محمود غضبا وتحمر وجنتيه قائلا لها .
يعنى ايه معملتيش حاجة . انتى مش عارفة انى راجع دلوقت من الشغل وبحتاج اتغدا . امال بتعملى ايه طول اليوم
تنظر هناء له بحزن . قائلة . كنت تعبانة النهاردة جامد ومقدرتش اعمل حاجة . بجد كنت تعبانة. واتصلت بيك عشان تجيب حاجة معاك من برة بس تلفونك مقفول .
يستمر محمود فى غضبه ويدخل حجرة الضيوف ويغلق بابها قائلا بصوت مسموع . دى مش عيشة دى .
تدخل هناء حجرة النوم حزينة هى الأخرى.
جلس محمود على مقعد . ونظر أمامه ليجد لوحة مكتوبا عليها . خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لاهله . تذكر هذه اللوحة التى أرسلتها له جدته . وأخبرته ان الرجل الهين اللين يحب . سرح بخياله مع جدته وكيف كانت تحب جده سرح وسرح حتى غاص فى النوم .
قليلا وبدا محمود يصحو من نومه .. ليشتم رائحة معتادا عليها .. ينظر فى هاتفه . لقد نام قرابة الساعة . لكنه مازال جائعا .
يفتح باب الغرفة .. ليجد هناء ممسكة بأطباق كبيرة مبتسمة له .
ينظر فى فرح كما أن عطشانا وجد ماءا فى صحراء جرداء .
ايه ده .. بيتزا .
هناء . اه
اوعك تقولى .. باللحمة المفرومة زى ما بحبها .
اه
والله
والله
طب كان من الاول ..هاتى هاتى .. دا انا ميت من الجوع .
جلسا معا يتناولا البيتزا على صوت عبد الحليم اتيا من الإذاعة يغنى صافينى مرة .. وتناسيا الخصام والغضب……
صافينى مرة ..
محمد السيد ..
Discussion about this post