مَسافةُ بعيدةُ الشُّرودْ
نبيلة الوزّاني
لستُ على ما يُرامْ
مُرهَقٌ قلبي
كرضيعٍ
باغتَهُ الفِصَالْ
أُفتّشُ عنّي
في كَوْمةٍ من الذّكرياتْ
عنْ بَقايا ضَحكةٍ
لَبستْني ذاتَ حياة
أنا نُقطةٌ
ألَقَى بها الوقتُ
في الّلاوَقتْ
فكيفَ أَنتَزِعُني؟
لستُ على ما يرامْ
أنا مِن العالقينَ
في شِبَاكِ المِلْحْ
لا شاطئَ وَصلْتُ
ولا صرتُ
مِنْ حورياتِ البحرْ
الصّدى رُوحْ
وصدَى صوْتي
يَذوبُ
في المدَى الطّويلْ
لستُ على ما يُرامْ
أنا الشّاردةُ بينَ الوُجودِ
والّلاوجودْ
صورَةٌ بِلوْنِ القَصبِ
تُطلُّ منَ الماضي
الماضي وَجهٌ لِلّا حُضورْ
كلّما ناديتُ ظلّي
تصنّعَ الصَّممْ
كلّما تودّدْتُ إلى المَرايا
أغمضتْ عينيْها
أُسابقُ أصابعي
نَحوَ فُستانيَِ الأَجمَلْ
فيَختبئُ في ثَوبِهْ
لستُ على ما يرامْ
لا شيءَ يُومِئُ بِشيءْ
فكيفَ أَلْقاني؟
العُزلةُ ألمْ
أنْ تكونَ ذكرَى
على رُفوفِ الحياةِ
ألمْ
أن يَتقلَّصَ عُمرُكَ
في غرفةٍ قزميّةِ السّقفِ
ألمْ
والأَكثرُ ألماً
أنْ تتمرّسَ على الألمْ
أيّتُها الوحشةُ
لا تُنَبِّهِي البابْ
لستُ على ما يُرامْ
السّقفُ
أقصرُ مِن قامتي
وتعِبَتِ الضَّمّاداتْ
أكَدِّسُ حُلمي في غِلافِهِ
حتّى لا تَشربَهُ الرّيحْ
وأُلوّنُ وَجْهيَ
بِمساحيقِ الّلامُبالاة
بينما نبْضي
نَهرٌ من أَلمْ
تَسبَح ُفيه الكثيرٌ
مِنَ القُبلْ
مَسافةُ بعيدةُ الشُّرودْ
نبيلة الوزّاني
Discussion about this post