فضيلة الفاروق
في العيد .. احتالت على نفسها لتشعر أنها مرغوبة. لم ترد على معايدته المكتوبة بالمثل، اتصلت به ثم اقنعت نفسها أنه هو من بادر بالاتصال بها. تنفست صوته حتى استقرَّ في جوفها، وهبَّت نسائم أنفاسه على وجهها وكأنَّ للهاتف نافذة مُطِلّة على وجهه. رأت ابتسامته التي تميزه. وضحكة عينيه، وتفاصيل لم تنتبهْ لها في لقائهما الأول.
قالت له: هذا أجمل عيد أعيشه منذ ربع قرن!
بادرها بسؤال منطقي: لماذا؟
فاهتدت للحيلة الثانية سريعا: لأن هدية غير متوقعة وصلتني منذ قليل!
تستحقين الأجمل والأغلى دائماً، قال لها.
شكرا لك علّقت!
قبل أن تضيف: لك نصفها إذا أردت؟
دون أن أعرف ما هي؟
ستعرف حين أحضر لك حصتك منها لكن حتماً ليس خلال هذا الأسبوع، أنا جد مشغولة من بدايته لآخره، هل تتصل بي رجاء في الأسبوع المقبل متى ما سنحت لك الفرصة؟ سأنظم وقتي!
سأفعل. قالها وكأنه يقطع وعداً
فإذا بقلبها يهوي على البلاط وينشطر الى عشرات القطع الصغيرة،
فضيلة الفاروق
من رواية “صمت العندليب”
Discussion about this post