هبة علاء الدين
يُشبِهُني هذا العمرُ العابر
الهاربُ بهشاشةِ الغيم
كما الحبُّ يتركُ أصابعَهُ على طاولات المقاهي
القديمة
كما الصّفصافُ يُسِرُّ وعوداً لغرباء
لا يعودون
كما النّظراتُ الخاطفة
كما البرق، كما الضّباب
يشبِهُني
يحملُ نعاسَ المصابيح
في مساءٍ خريفيٍّ بعيد
ويبحثُ عن عناق
وجهان
وكأسُ نبيذ
ونوتاتٌ تشجُّ بالَ السّهو
جرحين، نشيدين
وألسنة غائرة
وجهان
وامرأةٌ وحيدة
وسقفٌ بَليلٌ تجمّعَ فيه
الطّموحُ الكبيرُ
الأماني العظيمةُ
وكلُّ يتامى الشّمسِ
من غُرّةِ الضّوءِ
إلى نُهية الذّاكرة
«كم نامت النّجومُ ذاك اللّيل؟»
يسألُ دوريٌّ طريد
لا زال يبحثُ عن طريق
لا زال يفتقدُ الدّليل
لا زال يشبهني، ويشبهُ هذا العمرَ العابر
ويبحثُ عن عناق
هبة علاء الدين
Discussion about this post