بقلم الأديب والشاعر
عبد السلام كريمي
حكاية اغنية
بليغ حمدي ذلك الموسيقار الاسطوري العظيم الذي لم يضع ميسمه على شيء إلا وأزهر انغاما تخترق الاضلاع و الارواح… هو في واقع الامر خلاصة الروح المصري الشعبي المحنط بعنصر الجمال يسري بسهول النيل ، كما الفرعون حنط بالنطرون وترعاه اغوار الكرنك والاهرامات …وليس ادل على ذلك من لحنه هذا ،،تجري به الاصداح،، من شحرورة الصباح ….”عاشقة وغلبانة”.
الأغنية لها حكاية عجيبة ..فقد أضيفت لفيلم “كانت أيام” برغبة من رشدي أباظة بطل الفيلم.. وكان الفيلم في اطواره الأخيرة ينتظر لحظة العرض…وشاءت الاقدار ان تكون الأغنية سببا في إنقاذ الفيلم، بل اصبحت من أنجح أغاني الشحرورة..
بدأت الحكاية فى يوم كان الموسيقار بليغ حمدي، يتناول الغذاء مع صباح، وزوجها رشدي أباظة بمنزلهما، وبعد تناول الوجبة طلب منه “رشدى” اعداد لحن قوي يقدمه بليغ لصباح في فيلمها الجديد، فاقترح عليهما لحنا جاهزا تحت مسمى “عاشقة وغلبانة”، وعندما غنى بليغ اللحن أمامهما انبهر “أباظة” به واعجب، واصر على اضافة الاغنية للفيلم “كانت أيام”.الذي كان انتهى للتو من تصويره، فاتصل بالمخرج حلمي حليم، عارضا عليه الفكرة. ولكن المخرج رفض في البداية بحجة ان مراحل الفيلم انتهت وانه في انتظار دور العرض.وتحت إصرار “رشدي” الشديد على ادراج الاغنية ضمن الأحداث و كفرصة لإنقاذ الفيلم، وافق المخرج اخيرا على تصوير الاغنية على ان يتم ذلك بسرعة ..وفعلًا تم تصوير الاغنية بالكامل في الاستوديو داخل سيارة مع تركيب مشاهد خارجية.وتم ذلك كله فى يوم واحد ثم اضيفت الاغنية للفيلم.
ورغم ان الفيلم لم يحقق نجاحا يذكر بسبب عدم الاعداد الجيد وايضا بسبب ظروف حرب 1967،، الا ان اغنية بليغ حمدي، “عاشقة وغلبانة” حققت نجاحا ساحقا كما توقع لها رشدي أباظة، ولازالت الاغنية حتى هذه اللحظة من أنجح اغانى الشحرورة صباح.
Discussion about this post