صباحك برائحة القهوة يا صديقي ، كم اشتقت إليك، وكم طالت المدة ، السماء اليوم صافية والجو أكثر من رائع ، ولازالت ملامح الناس يتخللها الهدوء والسكينة الذي لا يشوبها تعكير وصراخ وعصبية وتوتر اليوم ، حتى إن سائق “التاكسي” لا يملك الطاقة ليحدثني عن مشاكله وتأففه من الحياة فهو الآن ما بين مرحلة الغفو والاستيقاظ مفتقد سجائره ربما !، وهذا من حسن حظي ، فأنا لا امتلك من الكلام الآن سوى: الله المدبر الله اللطيف ولا من طولة البال شىء ، عم أمد عامل النظافة ألقى عليّ السلام اليوم دون ابتسامته شعرت أنه يحمل أثقال العالم كله على أكتافه ولكن لا أعلم ماذا أفعل ، فدعيت الله له بيسر الحال وأكملت طريقي ، وأنت تعلم أيضا على عدم قدرتي على التوقف والحديث بيني وبين نفسي فكان عقلي لا يردد طوال طريقي إلى الجامعة سوى تلك الجمل من ذاك الفيلم الذي انهيت يومي به بالأمس.. يا صباح الرعب الساعة دلوقتي ٧ وعلى المقيمين خارج مدينة الرعب المحافظة على فروق التوقيت درجة الحرارة في الضل 25 وده كويس للزواحف، واحتمال يبقى الجو هايل للكسل في السرير، أو النوم، أو اقولكوا الأحسن؟ ، معذرةً ولكن لا استطيع تذكر الأحسن ، عقلي توقف عند هذه الجملة وكأنه البائس اعتاد على بؤسه ، المهم أنني وصلت إلى الجامعة وأخذت مكاني في أحد مقاعد الباص وأخرجت سماعة هاتفي وأخذت أبحث عن ماذا أسمع إلى أن استقريت على موسيقى هادئة تليق بزُرقة السماء وبجمال الكتاب الذي كنت أحمله ف يدي ، وبالطبع لا تحتاج التخمين فهو أحد الكتب لشاعري المفضل ، وأخذت الاندماج حتي أنني لم أشعر بمن استقل بالمكان الذي يجاورني، وفقت من شرودي علي يد امتدت وسحبت مني الكتاب معقبًا باسم الكاتب ومرددًا أحد أبيات شعره المشهورة ، أخدت انظر إليه وأنا لا أفهم من هذا وكيف به أن يجرؤ على أخذ كتابي هكذا وما به هذا الأحمق من أصل! ولم أستطيع أن أتفوه بكلمة ، نظر لي معتذرًا عن فعلته وأكمل تقليب صفحة بعد صفحة يقرأ كل سطر كنت قد وضعت تحته خطًا بالكاد يُرى، وأنا مازالت لا أستوعب ماذا يحدث ، حتى أنه أخذ يتكلم ويخبرني عن حياة هذا الشاعر وبدايته لا مباليًا بي أن كنت اسمع أم لا، أخبرني أنه شاعره المفضل كما هو المفضل لي، متحدثًا دون توقف ودون حتى ترك فرصة لي للتحدث، إلى ان أعطاني الكتاب بعد ان أخذ قلمي من يدي وكتب على غلافه ” ليس من محض الصدفة ، ولكنه القدر ، وليس اختيارك ولا اختياري ، بل أيضا اختيار القدر ، وأتا تركت للقدر الفرصة الثانية، بعد ضياعي للأولى، لا تبحثي ف هذا المكان لأنه خطأ و انتظري أو ربما اتركي الأمر للقدر ” ، واستقل في ثوانٍ من “الباص” واختفى ،، أعلم يا صديقي أنه هراء وأنه لا لبشريًا عاقل تصديق ما حدث حتى إنني أخذت وقتا للإدراك ، ولكن مازال الفضول يفتك بي ، ومازال الأمر مُبهم ، من هذا من الاساس ولِما لم ينتظر أو يعطيني فرصة لأعرفه ، حتى إنني حاولت أن افهم تلك الكلمات التي خطها في إحدى صفحات الغلاف لم أفهم ، المهم إنني لم أجد من أخبره بهذا غيرك يا صديقي ، ومن يعلم حيرتي وضلال معرفتي غيرك ، المهم أنا في انتظار كلامك ، اكتب لي قريبا .
Discussion about this post