الشاعرة حسناء سليمان
لا أَصْلُحُ إلّا للكتابة
سأتذكّر … مَن ؟
مَنْ مِنَ الكُتّابِ حاصَرَ ذاتَه متحرّرًا
يستجمعُ أفكارَه ويكتبُ ما يخطرُ
ببَكْرَةِ دِماغِهِ؟
يَسْحَبُ الحروفَ خيطانًا
وتأتي هِرَّةُ التّشويشِ، تشاكسُ الخيطان
تسقُطُ عِباراتُه الشّفيفةُ كالعَبَراتِ
لا !… لا أعرف ،لم أتحرَّرْ ، ولا أتذَكَّرْ…
إن كنْتُ لا أَصْلُحُ حتّى للكتابة
فماذا تُنمّقُ أناملي في حلَّةِ الوجود ؟
أأقلِّمُ أشجارًا عابسة ، أسقي شتولًا يابسة؟
أراقبُ دأبَ النّملات البائسة
وأنتظرُ زائرَ السّعادة
أستغيثُ به لأنجو من غرقٍ في اللّاشيء ،
كنْتُ صغيرةً أبعثرُ خيوطَ نَمْلٍ تتململُ بشغَفِ الإشتياق
أهدِمُ بيتَها المتغلغلَ من كوّةِ ضوءٍ الى الأعماق
و بثوانٍ يعودُ مُعمَّرًا، مُسيّجًا ،مكوَّرًا من حبّاتِ تُرابٍ في عناق
أحلمُ ، أفرحُ ، أتأمّلُ وأعجبُ
رفاقي العصافير والشّمسُ والانعتاق
يهمسُ الفجرُ، تُغرّدُ الحساسين
“تُنقنقُ”الضّفادع برغبةِ الأشواق…
وأستعذبُ سمفونيّةَ هؤلاء العشّاق
تُتَرْجَمُ حكاياتُها من نغمةِ اكتمالِ الحياةِ في ذاتي
وكأَنَّ الهدهدُ يقول لي :
” قد تَكَلَّمَتِ المخلوقاتُ، فَسَمِعَها قلبُكِ ،وخرَّ فكرُك لجمالها
وانتعشتْ روحُكِ لنورِ الحكمةِ فيها المتواري عن العين
الحاضر في حدقةِ المشاعر
ثمّ هَدْهَدَ وطارَ ،تاركًا لي دهشتي والحيره
ولم أعد أرى سوى التّاج المتماوج في البعيد
قد أصبحَ رأسُه هالةَ الكلماتِ المُتَرَنِّحات
لغّةٌ لا أفهمُها …تسرّبت كالماء من يديَّ
و عُدْتُ امرأةً عاديّة،السّلّةُ فارغةٌ بين أصابعي الواهنات
كنْتُ قد اعتليتُ عرشَ إدراكِ همسات الكون ، لِلَحظات…
لا تَلمْني قارئي ، شموخٌ أعزلٌ فينا من القدرات …
نحن لا نمتلكُ سوى أحلامِنا الّتي رَتَّقَتْ في دنيانا الثَّغرات
قد نَصْرَعُ الخيبةَ ،استهزاءً ،بالضّحكات…
وتُناديني … تُناديني أصواتُ ابتهالات…
في الدّير القريب تتعالى الصّلوات…
مشيتُ أُصغي الى خطواتي، قد تكون تأمّلات
وقد تكون تأوُّهات…
وهيهات أن نستقرّ بهدوءٍ في دنيانا …هيهات…
الشاعرة حسناء سليمان : ٢٠٢٣/٦/٢٠(الثّلاثاء)
(الكتابة أستئصال الاختناق فرحًا أو حزنًا منّا…
والعودة الى الصّلاة ارتياح…)
Discussion about this post