رفع رأسها من على كتفه تأمل شروخها في مرءاة ملامحه ولم يعقب
لسانها مكبل بظلام و خوف من أمر لا يدركه وقد يدركه على عادته .قبل هذا المساء كانت ولاتزال مجرد أنين مكسور بنبرة دوار ويأس أنثى أضاعت شالها وحقيبة يدها في منعطف ما وظلت تركض في شارع طويل ثالثهما مطر.تلهث تسقط تتمرغ مع مجرى الماء العكر تبتل تستجمع قواها تنهض وما تكاد حتى يلاحقها طيف شبح يطاردها ومن رعب يلقي عليها ظلال فزع صؤول.
لا صاحب في الحلكة سوى نزف من الكوى والنوافذ المغقلة ولا أقدام تدق الاسفلت وألم حاد ما ينفك يوخز القلب والدماغ.
الى الان لا تتذكر كيف صعدت العمارة حيث شقة (أحمد) لابادة الشبح وكان يقطع عليها منعطفات الشارع الطويل حتى المصابيح كانت شاحبة في ذاك المساء الأسن.طرقت باب الشقة وزوبعة أحزان كبيرة تغمرها وتكسر جدارات ذاكرتها بمعاول قسوة .فيما الخريف يضاعف العتمة .خريف كالبكاء كالغصة وقتامة مثلها. الان تفكر بمكان فقط .مكان آمن تقضي فيه الليل بعيدا عن زوج كتابها معه كالليل ينبو بالويل.ماذا..لو ارتكبت الليلة بالذات حماقة قبل أن تأتي الى (أحمد) كأن تكسر رأسها نصفين بقنينة زجاج سميكة مثلا .أو تقطع شريانا منها فينتهي كل شيء .وبعدها توا تحمل نفسها تحت ستار ليل الى موقع مجهول.
لا تدري كم من الوقت عاشت و(أحمد) ينظران الى بعضيهما في عمق الصمت مثل طائرين يلفان الكون هي بفعل الخجل والخوف والندم .ربما بفرحه كطفل مزهو زيارة مفاجئة له من طرف أنثى زامنت ليلة ممطرة وعاصفة معا و وتحديدا في اخر ليل.رمق هو ارتجافها وكانت لا تزال تشيح النظرالى نافذة تنفتح على الشارع كانها تومئ الى الشبح في الخارج فيما لا يزال يتوعد وينتظر ها .فيما كانت مشاعرها تعيد ذكرى احلام هاجعات تحملها سرا قبل ان تغفو على ظمأ.
أجلسها على أقرب كنبة ربت على كتفيها الباردتين تتذكر كيف أهداها من سنوات فرحا صغيرا ذات صيف قبل أن تبدده خريفا في صدى وهم مقفر حين عشقت رساما بين أمس وليلة ثم تزوجت منه بين ألوان قوس قزح.
والان كيف تجرأت وعادت ذات ليلة من خريفها خائبة هاربة من حضن زوجها / الرسام حيث لا تنام في الليل ولاالنهارا دون أنترافقها كوابيس وخنجر تلمع في مراءة فضية على مقربة من أباجورة سرير النوم .
(احمد) صديق الدراسة وسنوات الأحاديث الخبلى باشعار (ماوتسي تونغ) والحلم العربي . ملاك الأمس (أحمد) لكنه الان انجرف نحو حياة جد عادية وصار يحيا ويعيش بمشاعر وجسد رجل يعيش يومه داعيا غده لدهر الغيب
.قبل قليل كان صوت شفاف هامس ينوس من شقته صحبة ضوء أحمر قاني و خافت حين كات هي تدق باب شقته بقوة.ماذا عاد ..يهم ..لو كان صحبة امراة .صوت مقطع محبب لجاك بريل يغمر الغرفة حتى الدرج=c est dur de mourir en printemps
.حين فتح الباب ما استفسرها لكنها…………………..
شعرت به يرمقها في المرآة ومن دون أن يشعر أنها تفضح ما يداخله من بقاياهما اقترب منها سوى شعرها معيدا اليه شكله الغجري. باغثته على عادتها منذ زواجها من زمان=
Discussion about this post