بقلم … سعاد محمودي
قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف :
اضرب لي مثل القوم الذي شُلّ نصفه وتناحر النصف الآخر عليه.
قال بيدبا:” سمعا وطاعة أيّها الملك وإنّ ذلك لمن اغرب الأمور فأن تحيد المساواة وتهزم العدالة و تغيب القيم فذلك إذن بالخراب..
وهذا ما حدث في غابة مطلّة على الصّحراء بين أسد غرّير و رعيّته.
قال دبشليم:” وكيف كان ذلك يا حكيم حدّثنا”
قال بيدبا:” زعموا أنّ اسدا غرٌيرا ورث سدّة الحكم فٱشتدّ مجونا و ترفا و جنونا وبغاء حتى كره صنيعه العقلاء و أجتمع الحكماء ليروا و يتبصّروا.
فبلغ الثعلب الخبر فوشى بالجمع واستتر.
وكان للملك وزيرا داهية فشار عليه بالحيلة و نشر البلبلة و شغل الرّعية بالفضيلة..
وأيّ الفضائل اسمى من العرض و أيّ عرض لا يرتبط بالأنثى !! وأيّ بيت لا يحتوي أنثى!!
قال الأسد في صفوة الانصات:” هو ذاك فعين على دار الأفتاء السّحليّة حرباء فهي افقه بالنساء و اجعل حمارويه عضدا لها ولتسري الفتاوي كما نشاء ولتهنأ الرعيٌة بما يكون وما يكون إلا الدّاء”
و من المساء عم الظلام كل الأرجاء وتلحفت بالسّواد كل الايناث: أرياما و كلابا ولبؤاات وثعالب وضباء ..
كلهّن سواء كتلة من القتامة تروح وتجيء حتى جاء من دار الافتاء: ان لا خروج بعد للايناث فقرن في كهوفهن وفي الجحور..
وتعالت نقاشات القبور..
و كأنّ القوم عالم مسحور… جار الزّمان والزّمان يجور… ونشرت البلبلة و الفتاوي و شلت حركة التطور و اوقفت عجلة الدّهور… وبات الجميع في فتاويهم يدور.
ثمّ أردف بيدبا..:” لقد بات جسد الانثى موضوعا يثار فتسال من اجله الدّماء و يعلو وطيس الحوار وفي الخفاء مجون و و ريذيلة..
ولايزال الأسد يحكم ولاتزال الفتاوي تثار كنثار الحديد والنّار..
بقلم … سعاد محمودي
Discussion about this post