بقلم الأديبة … زينة جرادي
ما بالُ قلمي جَرَّحَهُ السُّكون
يَصطادُ في دوائِرَ فارغة
كلَّما نَزَفَ أَلمَحُكَ في بدايةِ السَّطرِ الجديد
تتسلَّقُ عرشَ الورق
فيمتلئُ صمتي بالكلام
بأيِّ حرفٍ سأبدؤكَ والقوافي تكسَّرَتْ بوصْفِك
صُراخيَ المَيْتُ تشتَّتَ أصداءْ
أقمْتَ على روحي وليمةً حفرْتَها بإزميلِ الوَهمْ
حينَ انتحرَ الحُلْمُ أَنَّ الوردُ نازِفًا
كيف نلتقي وقدِ امَّحَتِ الأوقات
تركتُ ورائي حُلميَ المكسورَ في ملكوتِ عيْنَيْك
أخبرَتْني الدُّروبُ أنَّكَ أضعتَها
فنسِيتَ كيفَ تَصِلُ إليّ
رحلْتَ ولايزالُ طيفُكَ مقيمًا خلفَ المتاهاتِ الهائِمَة
حَنَّطَني الفِرارْ
اِخلَعْ نعلَيْكَ وادخُلْ حَرَمَ معبَدي
لِأُوصِدَ بابَ الأحلامِ بعدَك
أنا السَّماءُ الثَّامنة
حيثُ نَضَبَتِ الخطيئة
وذابتْ ذنوبي على مِلحِ الدُّموع
عَرِّجْ على طَرَفِ الظِّلِّ بهدوء
كخيطِ نورٍ أَطَلَّ من ظلام
يا زُجاجيَّ المشاعرِ سأجرَحُكَ كمرآةٍ إن كَسَرْتني
هل تذكُرُ كم مرةً قتلتَني
اِبحث عن دمائي على يدَيْك
لعلَّ صمتيَ الأخيرَ يُخْبِرُكَ بما لم تفهَمْهُ
ما عُدْتُ أنتظِرُ القُبُلاتِ الهائِمة
فقد جَفَّتْ عُروقي كأَنَّني عالقَةٌ في الفراغ
شاخَتْ أناملي وشَعرُكَ مُختَبِئٌ بينها
هذا المساء أغلَقَ القمرُ نوافِذَهُ ورحلَ مُبْكِرًا
طالَ إمساكُ عيْنَيَّ عنْكَ
متى أذانُ الهوى لرُؤياك ؟
Discussion about this post