الطفولة المبكرة وآلية كتابة النصوص ومعالجتها ( ثقافي أبو رمانة )
بقلم : سلمى صوفاناتي
تعتبر المفردات اللغوية أداة تعبيرية هامة ، تنقل الصورة الحسية لأي نوع من انواع الآداب .. خاصة فيما يتعلق ببناء هيكلة معينة تعتمد على الخيال والتصوير .. وتحتاج إلى ضوابط استخدام المعجم اللغوي لكل مرحلة عمرية .. لخلق صورة تقريبية لفهم المحاور المتنوعة .. خاصة فيما يتعلق بأدب الأطفال وآلية التعامل معهم ضمن ضوابط عمرية تختص بكل المراحل .. ابتداء بمرحلة الطفولة المبكرة والتي تبدأ من ٣_٥ سنوات .. وتنتقل إلى المرحلة الثانية من ٦_٩ سنوات والتي نبدأ فيها بتفسير بعض المعاني المجردة مثل الحب والخوف والخير وما إلى ذلك ..
بالنسبة لبناء الصورة : فنحن نعتمد في المقام الأول استخدام الخيال والتصوير بحيث نستطيع أن نقربه من أذهان الأطفال ضمن ضوابط مدروسة ومحسوسة ترتبط بطريقة العرض والطريقة البصرية التي تعنى بالقصص المصورة والشعر وكل مايختص بلغة الكاميرة التي تحاول التقليل من التفاصيل كي لا تسبب الضياع والشتات للوصول إلى الفكرة ..
فالقدرة على التخيل .. أهم بكثير من المعرفة .. لذا نلاحظ أن غالبية الأطفال اللذين يستطيعون تغذية عقولهم دائما بالصور والأفكار الإيجابية والتي تسهم بتحقيق النجاحات والإنجازات ضمن خطط ممنهجة يضعها مختصون بهذا العالم الجميل .. الذي يسكننا مهما تقدمت بنا المراحل العمرية والفكرية ..
في ضوء ماتقدم : أقام المركز الثقافي العربي بأبو رمانة بالعاصمة دمشق .. ندوة خاصة بعنوان ( ماذا وكيف نكتب للطفل )
حضر الندوة نخبة من الإختصاصيين بشؤون الشعر والأدب والثقافة .. وبحضور السيد عمار بقلة مدير ثقافي أبو رمانة .. والأساتذة أريج بوادقجي مديرة تحرير مجلة شامة للطفولة المبكرة التابعة لوزارة الثقافة السورية ..والكاتبة والمترجمة والروائية كنينة دياب .. عضو اتحاد الكتاب العرب .. بالجمهورية العربية السورية .. تناولت الندوة جميع المحاور التي تم ذكرها أعلاه .. وسط حضور جماهيري معتاد في هذه المنابر الثقافية التي تنقل لنا أقوى الفعاليات برعاية وزارة الثقافة ومديرية ثقافة دمشق .. ومن بين الحضور الكرام .. تقدم الشاعر والأديب الكبير قحطان بيرقدار بمداخلة تنصب في نفس السياق .. أبلى فيها بلاء حسنا .. بمشاركة الحضور والمهتمين بالشأن الثقافي .. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قدرة سوريا على تجاوز الأزمات والعناية بكل مايختص بالشأن الثقافي رغم صعوبة الوضع الإقتصادي الذي خلفته الحرب ..
من البديهي أن نشير إلى أهمية هذه الندوات التي تغني أذهاننا وتزيد من خبراتنا في التعامل والتعايش مع جميع أنواع الشرائح المثقفة .. وغير المثقفة .. وتبقى سوريا كبيرة بمواقفها وتعايشها السلمي مع كافة دول العالم ..
Discussion about this post