* أَنْتَ وَهُوَ …*
أحاسيس : مصطفى الحاج حسين .
إِنْ كُنتُ مَعَكَ سَيَقتلُني هُوَ
وإِنْ كُنتُ مَعَهُ سَتَقْتُلُني أنتَ
وَمَا بَيْن َ الأَنْتَ وَالهُو َ أنَا مَقتُولٌ
مُشَرَّدٌ .. مُطَارَدٌ
مَحرُومٌ مِنْ أنْ أحيَا
وَأعِيشَ في وَطَنٍ
أنا مُجَردُ شَيءٍ أنتَمِي لَكَ أَوْ لَهُ
الحَيَاةُ بالنِسبةِ لِي أنْ أختَارَ مَابَينََكُمَا
وأنْ أُقَاتلَ على جَبهَةِ أحَدِكُم
أُحَاربَ حتَّى المَوتِ
أترُكَ أسرَتي وأخدمَكَ
أفَارقَ أمِّي وَأتبَعَكَ
أتشَرَّدَ عَنْ وَطني لأجلِ وَاحدٍ مِنكُما
وأنا لا أعرُفُكُما
لا أنتَمِي إليكُما
لَمْ يَربطْنا دَمٌ
أَوْ وَطنٌ
كلُّّ مَا في الأمرِ إنَّكُما تَتَحَكَّمانِ بمصيري
وَمَنْ أعطَاكُما هذا الحَقَّ لا أدرِي ؟!
الدّستُورُ لا يَتَعرّفُ عَليكُما
تُرابُ الوَطَنِ يَنفرُ مِنْ رائحتِكُما
نساءُ المَدِينَةِ يَرتَعبْنَ مِنْ نَظَرَاتِكما
مَنْ أنتُم بِحقِّ اللهِ ؟!
كيفَ تسللتُم إلى ربوعِ الوَطنِ ؟!
دَعُوْنِي أبتَعدُ عَنكُمَا
دَعُوْنِي أَتَحَرَرُ مِنْ أحكَامِكُم
بَلَدِي مَا عَادَ لِي
ثِمارُهُ تَنهَشُ جُوعِي
مَاؤهُ يَشرَبُ عَرَقِي
هَوَاؤهُ يَشتَمُ حَسرَتِي
سَمَاؤهُ تَجثمُ على صَدرِي
جِبَالُهُ تَمتَطِي وَهَنِي
دُرُوبُهُ تَقُودُني للجَحِيمِ
وَطَنٌ بَاعَ السّيَادَةَ
وَطَنٌ يَتَمَلْكُهُ الغَرِيبُ
لُغَتُهُ لُغَةُ الأعَاجمِ
عَلَمُهُ عَلَمُ القَتَلَةِ
نَشِيدُهُ الوَطنيُّ لا نَعرفُهُ
أخذوا البَحرَ مِنْ وَطني
أخذوا الصّحرَاءَ حتَّى
الشّجر استَبدَلُوهُ بالعَربَاتِ المُجَنزَرَةِ
الأبنِيَةُ جَاثِيةٌ بِلا حيطَانٍ
والتّارِيخُ يَكتبُهُ الكَذَبَةُ
مَا مِنْ دَليلٍ وَاحدٍ على أنَ وَطَنِي
كانَ ذاتَ يَومٍ وَطَنِي
التّرَاثُ غَادَرَ مَوَاقِعَهُ دُونَ هَوِيَّةٍ
المَقَابِرُ ذَهَبتْ بِجَوَازِ سَفَرٍ مُزوّرٍ
الصّبَاحُ صَارَ أسوَدَ
الليلُ تَحَوَّلَ إلى رقعَةِ مُفَرقَعَاتٍ
وَطَنِي بِلا خَرَائِطَ
الخَرائِطُ سَتَأتي مِنَ البَعِيدِ
وَمَجلِسُ النّوَّابِ لا يَنُوبُ عَنَّا
نَحنُ لا يُمثّلُنَا سِوى الخَرَابِ
الخَرَابُ الذي أنشَأتَهُ أنتَ وَهُوَ .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
Discussion about this post