فضيلة الشيخ المربي الشهيد السيد مصطفى بن رجب بوزكور المحجوبي رحمه الله
ولد فضيلة الشيخ في مدينة درنة بمحلة المغار بدولة ليبيا في شهر رجب سنة تسع وستين وثلاثمائة وألف هجرية الموافق 22 ـ 5 ـ 1949 م.
نشأ الشيخ مصطفي في دار كريمة ، بين أبوين كريمين صالحين ، ويشهد بذلك أناس كثيرون ممن عاصروهم و جاوروهم ، أنهم أهل بيت أتقياء وشرفاء يحبهم الناس ويقدرونهم ولهذا كانت نشأته رحمه الله نشأة دينية ، وتربيته تربية كريمة وفاضلة ، أساسها الأخلاق وجوهرها محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وعباد الله الصالحين .
وبعد أن اشتد عوده ، أخذه والده السيد رجب بوزكور رحمه الله إلى كتّاب ( المسطاري ) بزاوية سيدي علي المسطاري لحفظ القرآن الكريم والتفقه في أمور الدين ، ثم انتقل إلى كتّاب ( الدرقاوية ) بمسجد الدرقاوية ليكمل تعليمه على يد الشيخ محمد بو جيدار رحمه الله .
ثم التحق بالدراسة النظامية بمدرسة مولاي الطيب الابتدائية ، وأتم دراسته الإعدادية بمدرسة عزوز وذهب بعد ذلك إلى مدينة البيضاء لاستكمال الدراسة بمعهد الإمام مالك للعلوم الدينية .
ثم تلقى علم الحديث عن الشيخ محمد مكي حسان رحمه الله وجالس الشيخ العالم العامل السيد سعد أبو فارس الصفراني ثلاث عشرة سنة وكان متأثرا بصحبته تأثرا بالغا حتى أنه كان إذا واجهته مسألة ما يقول : رحم الله الشيخ سعد لو كان موجودا لما صعبت عليه .
وكذلك الشيخ العالم الفقيه مصطفى الطرابلسي رحمه الله ، فقد نهل من علمه عدة من السنين وكان الشيخ يحبه حبا كبيرا .
وقد كان الشيخ مصطفي رحمه الله نهما للعلم لدرجة أنه عند حصوله على كتاب ما ، يعكف عليه ليلته حتى ينتهي من مطالعته ، فكان مريدوه يأتونه بالكتاب ويجنون خلاصته في مجلس اليوم الثاني ، حيث أنه رحمه الله كان يتميز بصفاء الذهن والفهم الثاقب لما بين السطور .
وكان رحمه الله لا يتكلف في كلامه تحسين عبارة ولا تنميق مذاكرة بل كان كلامه سجية حسب الحال والوقت والمكان ، فإن جالسه الطبيب أو المعلم أو الطالب أو المزارع أو صاحب الحرفة حدثه في علمه وربطه بذكر الله فلا يخلو مجلسه من المذاكرات والحكم والمواعظ
مشايخه المباركون :
تعلق قلب الشيخ منذ صغره بالطريقة ومحبة الأولياء ، وكان لا يكاد يفارق زاويته (زاوية المسطاري) ويقوم على خدمتها حيث كانت بجوار مقر سكناه ، وكان شيخها في ذلك الوقت الشيخ إسماعيل المسوري رحمه الله وقد أخذ عنه الطريقة وعمره عشر سنوات سنة (1959 ف) وهو أول مشايخه
ثم أخذ عن الشيخ سعد سعيد الزني رحمه الله سنة(1966ف )
والتي كانت زاويته بجوار مسجد رشيد باشا ، ثم أخذ عن الشيخ محمد عبد القادر الغناي خليفة الشيخ سعد سعيد عليهم رضوان الله أجمعين .
وأجازه في الطريقة العيساوية فضيلة الشيخ مختار بن محمود السباعي رحمه الله شيخ عموم الطريقة العيساوية ، وأجازه في الطريقة العروسية الشيخ عبد الله الهادي الصور رحمه الله ، وفي الطريقة المحمدية الشيخ محمد جمال الدين السوداني وفي الطريقة المدنية فضيلة الشيخ بشير ظافر المدني رحمه الله .
وله رحمه الله إجازات وأسانيد كثيرة تلقاها عن أهل العلم في ليبيا والعالم الإسلامي .
كان الشيخ رحمه الله يتحلى بالجمال ، ذا هيبة ووقار ، تحبه القلوب من قبل أن تراه
وتأنس به النفوس حين تجالسه وتصاحبه ، حلو الحديث يغذي الروح قبل العقل ، متحلياً بالآداب المحمدية ، والأخلاق النبوية ، يقري الضيوف ويقوم على خدمتهم بنفسه ، غاية في الإكرام
ويتلقاهم بالبشاشة وطيب النفس والقلب ، رحيما على كل الناس يحب الخير لجميع المسلمين كريم الطباع يقابل الإساءة بالإحسان ويغضب لله ، يحب إخوانه وطلبة العلم عطوفا عليهم ، كريما سخيا جوادا يعطي بلا مقابل يجمع الناس والمحبين على مجالس الذكر والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصة في ذكرى المولد النبوي الشريف.
مؤلفاته :
1/ مولد نور الأنوار النبي المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم . مطبوع
2/ ألفية المحجوب المسماة (الدرة البهية في سلوك الطريقة العلية) . مطبوع
3/ البدر الساعي في مناقب الشيخ مختار بن محمود السباعي رحمه الله . مطبوع
4/ النفحة الشذية في أوراد الطريقة العيساوية . مطبوع
5/ الممزوجة البهية للصلاة المشيشية . مطبوع
6/ القصيدة المنبلجة . مطبوعة
7/ زاد المريد .. في الفقه . مخطوط
8/ موسوعة الموالد . مخطوط
9/ موسوعة المتون . مخطوط
0/ كتاب (من معارف حزب التوحيد سبحان الدائم لا يزول ) . مخطوط
11/ خزانة الفرج . مخطوط
12/ جمهرة الذاكرين .مخطوط
13/ الشيخ محمد بن سليمان الجزولي رضي الله عنه . مخطوط
14/ ديوان شعر . مخطوط
15/ السلاسل الذهبية . مخطوط
وغيرها .
وفاته رحمه الله :
لقي الله تعالى شهيدا على أيدي الخوارج الذين أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” هم شرار الخلق والخليقة ، طوبى لمن قتلهم وقتلوه ” .
وكان استشهاده رحمه الله صباح يوم الجمعة : 14 من ذي القعدة 1435هـ الموافق 20 / 9 / 2013 م ودفن في خير جوار جوار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقبرة الصحابة رضي الله عنهم.
Discussion about this post