سفرٌ موجِع)
لقد غادرَت الأشجارَ خمائلُها…والعصافيرَ أغصانُها …والأقلامَ دررُها..والحدائقَ ورودُها،..عندما خطَّ قلمٌ سميقٌ دندناتِ رحيلٍ موجِعٍ لمدوّنة حرفٍ مُشادٍ،..كانت تتبسّمُ لها الغصونُ والطّيورُ والحدائقُ،..عندما تتجلببها السّعادةُ والحسنُ ورنّةُ خلخال حبرٍ،..يحوك الجمالَ بحروفٍ يتكوّرُ حولَها المبدِعون،…ليتلقّموا طيفَ سفيرة العربيّة،…وهي تتراقص بأنغامها،…
وإذ بالأصابع الرّخيمة ِ ،..تلتوي،..فيسقطُ الحبرُ ويئنُّ الكلِمُ لرحيلٍ سطاها وثناها،..ورثى جمالاتِ حياةٍ،..استلّها ،..بل سرقها سفرٌ ،. صاغتْه نسماتُ رحيلٍ حارِقة وكارثيّة…،..تتطاير عنها منابع الأحباب ليشوبها ظمأ إليهم؛…فيتلاشى القدُّ الجميلُ،. لتغيبَ إشراقةُ المرأى؛،. والأنين يُسقم القلب َ مناهلَ القلب ،. الّذي تفرّع حبّاً وعشقاً وانتماءً..،. تكسّرت إشراقتُه،..يتأرجح بين يديها الزاد لتقتل جوعَها؛..لكنّه يتمنّع ،. لأنّه لا يروي قلوباً مُفارِقةً سمّاراً ..وأشواقاً،…تتدفّقُ من الأوردة تريد لها سداً شافياً. ..تتوسّلُ قبلةَ أحبّةٍ..وعودةً عن سفرٍ،. يقطفُ تدفّقَ محبّةٍ،. بل حلّ الّرحيل ليسحقَ ألقَها وديمومتَها…آه ما أصعبَ الرّحيلَ والقلبُ يغادرُ كلَّ أفيائه الّتي فتّتَتْ آهَ العشق..ولمّةَ الرّحِمِ،وسرقت تمايلَ سحر بسمةٍ،تغازلُ الرّوحَ ،..لترسمَ وهجَها،.وهذه خميلةٌ مغادرةٌ فلْتد.مَعْ قصّةٌ تائهة ..تئنُّ تدفّقَ الدّمعِ،. ليقُرِّحَ المقلتين الّلتين يا كم امتلأتا شوقاً،..!! وياكم روّاه لقاءٌ،..وراحت تردّد:والآن غاب المظلّلون،..واجتاح سعاداتي حريقٌ،. كواني يُثيرُ دموعي،..لأشفّى بمداعبة السّطور؛ فأمحوَ التّصحّرَ عن أحبّةٍ ،. وأتطاير بشظايايَ المتناثرة،. ويدايَ تائهتانِ . في غربةٍ مُقزِّمةٍ لمحاسنِ روحي….تسألُ النّجومَ عن عنواني:..أين تلك الجارة الحسناءُ!؟…وإذ بالسّماء تبكي موتَ ألقي،…والشّمسُ تتراقصُ أشّعّتُها لملامسةِ أشيائي…وهي مغادرتي بحرقة،..لتسقطَ الإشعاعاتُ؛..وتتطايَرَ مع نسائمِ شتاتٍ،. لأركضَ ،. وأتلمّسَ حسنَ خيوطِ الفجرِ وهي تبتسم،..لكنّها تجاوزتني وهي حزينة مع غضبٍ لرحيلي عنِ الأوصالِ والأحبابِ والأوطانِ؛…تُبعدُ حمرةَ خدّيها عن وجنتيَّ ،…وكأنّها تهديني كفنَ الرّحيل،..وأشخقُ آخرَ توسّلٍ بالبقاء،..ولكنّ أسلحةَ الرّحيل ،تجتثُّ انسيابي..وأنوثتي وبهائي،…
لِمَ قتلتِني يادنيا !؟..لمَ غدرْتِ بشموخي وآمالي!:..أتضنّينَ عليَّ بأهواءَ عطِرة..مظلِّلة ،تلويني عنِ الرّحيل،.هذا وطني ،. وأنا عاشقتُه..وهائمةٌ بأشيائه،..أتنسلين الوليدَ من حضن أمّه. والغصنَ المُزهرَ عن ثمره…وشجره وروضِه..وسعادتِه!؟…ما أقساكِ وأتعسَني…. وأنتِ تقطعين وصلي..ووتري ..وعزفي.!!!!…… لِمَ نهبْتِ مفرحي وكسرتِ قيثارتي!!!.؟. لتغادرَ عنِ البحر غادتُه، الّتي كم غازلتْه مع سفينك،. فلا البحر يسامرها …ولا القبطانُ يسايرُها،…أين أنتنَّ يا أشيائي؟! ،أين الشّموخُ وصبايَ!؟…وأين خلانيَ وسمّاريَ!؟
وداعاً يا أفراحي وأصدقائي وانتصاراتي،.. أ أسافرُ وشللٌ يطيحُ بصدري وموتٌ ،يحتلُّ روحي!؟…فعلْتِها يادنيا،. وقتلتِني ،..وأنا حيّة،. ما أفظعَ موتَ الأحياءِ ورحيلَهم عن فيئهم وجِنانِهم،. لتأكلَهمُ الظّلمة؛!!..
نعم لقد أخاطَ قلمُ شاعرتنا ألماً ،. أسالَ دمعَ روحي،وهي تغادرُ ورافةَ قلبِها وروحها،..لتسرقَها الفاقة والاجتثاث والوحدة والغربة؛…
نعم شمخ قلمُها في رسمِ الآهِ والبعدِ والتّرحال ،. وهي تصوّرُ رحيلَها بصورٍ،..تزركشُها باستعاراتٍ ،..مشَتْ مع قلمها ووجعِها،. لتعليه(فجسمي يذوبُ)كالثّلج طبعاً استعارة مكنيّة وكناياتٌ عن مدى مرارة الجرح،..لا يشفيه طعامٌ،..فالأحبابُ غابت عنها وليفانُها،..وبحور الدّمع تدندن العيون فتجرّحَها ،..كناية عن تجريح الغربةِ لعينيها..بتدرار الدّمع،. وتميط بشكواها لدمع عينيها ،..ليزدادَ انصباباً؛..فيُحرقَ قلبُها ويجْرحُ بهاءَها؛..لتلتجئَ إلى دفاترِىها كتبها،..تتلهّفُ محْوَ آهٍ،..ولكنّ الألمَ جرّح كلَّ كينونتِها،.. لا عنوانَ لها إلّا الريحُ ،. تتقاذفُها،. ليذوبَ العنوانُ معها؛..والشّمس تحاولُ بعشقٍ لملمةَ اجتثاثِها،..لكنّها تفلتُ منها مغادرةً أشياءَها،..لتقتلَ الحدائقَ وهي تغادرُ خيوطَ الفجرِ،..وتتوسّلها كي تعود حيّةً ،..ولكنّها متهالكة قتلها الرّحيل…أتخيطُ آمالَها بكفنٍ لا يحيي،..ولا يجدي،..!؟
تحاولُ تضفيرَ وتشييدَ آمالها لكنّها عاجزة عن دمل ألقها فتلتوي متهالكة من الآه المؤلِمة..
سطور مبدِعة،..بنت طيفَ روعتِها من قلمٍ ،طفح عطراً، فضمّخني،..وعزف حزناً،. فأبكاني؛..وخطّ رحيلاً فأدماني؛..
لأسيرََ مع إبداعاتِ حبرها ،. وأُكبرَه…يالَروعتَكِ وبساقَتَكِ !!كوني أنت ،..ولا تكوني غيرَكِ ..
مني أنا أميمة عمران )مع تحيّتي والياسمين…في9 حزيران عام 2023. م…
Discussion about this post