بقلم دكتور… عاطف معتمد
العالم الجليل د. مصطفى سويف عَـلَـم من أعلام جامعة القاهرة. كان مهموما رحمه الله بقضايا عدة من بينها التعليم، وقد وضع في أحد مقالاته “وصفة” لمعنى الأستاذ الحقيقي تضم خمس صفات هي:
1. الأستاذ كمعلم: يقدم للطلاب معلومة أو مهارة جديدة للتدريب، ولا تقتصر هذه المهمة على الشكل الإيجابي بإعطاء المعلومة أو تقديم التصور بل تمتد إلى ما يمكن تسميته بالشكل السلبي حين يهديهم إلى جوانب النقص كي يسدوا ثغراتها بأنفسهم دون إملاء منه.
2. الأستاذ كقدوة: يثير الأستاذ كثيرا من التساؤلات في نفوس تلاميذه ومريديه، بعضها يتعلق بالعلم والبعض الآخر يتعلق بشخصه. وحين يقبل الطلاب على أستاذهم لا يرتبطون بعلمه فقط بل هو أمامهم قدوة: في عاداته العلمية، والحياتية، وما يؤمن به من قيم، وما يمارسه من سلوك.
3. الأستاذ كملجأ وملاذ: ويتضح ذلك حين يحتاجه تلاميذه فيما يقابلونه من تحديات في أمورهم الحياتية التي ليست بالضرورة ذات علاقة بالبحث والدراسة العلمية.
4. الأستاذ كصديق: وهي صفة إنسانية لا تتوقف على مصلحة أو منفعة التعلم والعطاء من طرف إلى آخر، بل هي علاقة صداقة متبادلة ينتفع بها كلا الطرفين: الأستاذ والطالب.
5. الأستاذ كمصدر للفخر والتفاخر: ومثل هذا الأستاذ نعرفه حين نسأل أحدا عن مؤهلاته العلمية فيجيبنا أنا تلميذ فلان.
يخبرنا د. سويف ( في مقالاته التي كتبها في مطلع التسعينيات وأعيد تجميعها في عام 2013 في كتاب “مصرنا في سعيها نحو مستقبل أفضل” الصادر عن الدار المصرية اللبنانية) أن هذه الصفات إذا تجمعت في أستاذ فهي تؤهله لأن يشكل “المدرسة العلمية”.
من بين شروط المدرسة العلمية أن يلتف حول الأستاذ تلاميذ، لكن ينبهنا د. سويف قائلا:
“لا يكفي وجود تلميذ، أي تلميذ، على مقربة من هذا الأستاذ، فالتلاميذ ما أكثرهم حين تحصيهم، ولكن ما أقلهم حين تريد أن تصنع منهم باحثين. هؤلاء يشترط أن يكونوا أذكياء، ولكن هذا لا يكفي، يجب أن يكونوا منضبطين ومجتهدين، لكن هذا أيضا لا يكفي، يجب أن يكونوا شغوفين بالإنجاز العلمي”
Discussion about this post