بقلم … ميشال سعادة
حَصَادُ المَعَانِي
6/7
يا امرَأة !
ماذَا تُرِيدِينَ مِنِّي ؟
أَضَيَاعًا وَتِيهًا بَينَ أَورَاقِ الخَرِيفِ
حِينَ انكَفَأ الجِنُّ
وَانطَفَأَ ضَوءٌ قَمَرٍ أَخضَرَ ؟
وَحدَهُ –
صَوتُكِ وَالمَاءُ
يَفتِحَانِ بَابَ قَلبٍ عَلَى المَدَى
يُشَرِّعَانِ نَوَافَذَ القَصِيدَةِ
يُطَوِّبَانِ الشِّعرَ دِيَانةً فُضلَى
جَوهَرُهَا الجَمَالُ ..
الشِّعرُ صَدِّقِينِي –
مَوَاكبُ صُوَرٍ .. أَلحَانٌ وتَرَانِيمُ
عَوَاطِفُ وَتَجَاربُ
إيقَاعَاتٌ حَمِيمَةٌ
رَقصٌ وطَوَافُ
إندَاءٌ
جَمِيعُهَا يَندَاحُ دَوَائرَ دَائِرَاتٍ
عَلَى وُجُوهِ المَاءِ ..
وَحدَهُ صَوتُكِ والمَاءُ
… وَيَجرِي نَهرُ الحَيَاةِ
فِي شَرَايِينِ قَصِيدَةٍ
خَضرَاءَ عَصمَاءَ
تُجَدِّدُ مَجَارِي اللُّغاتِ
تَقُولُ القَصِيدَةُ للشَّاعِرِ –
لَدَيكَ مَا تَقُولُهُ وَقُلتَهُ
وَتَبقَى تَقُولُ
لكنِّ فِي خِزَّانِيَ مَا ليسَ يُقَالُ
أنا الرِّيَاحُ وَبَحرٌ يَمُورُ
يَبحَرُ الأرضَ
فَتَأْرُضُ خَلِيقَةً بالخَيرِ
وَحدَهُ –
صَوتُكِ والمَاءُ
غَنَّينَا مَعًا
بَكَينَا مَعًا
فِي الصَّمتِ عَشِقنَا نَبتَةً بِرِّيَةً
في الشِّتَاءِ تَرتَعِدُ
عَشِقنَا ألحَانًا عَصِيَّةً على آلاتِنَا
وَاختَبَرنَا الإصغَاءَ
بهِ نَسمَعُ نَبضَ الحَجَرِ
وَحَشرَجَاتِ الخَشَبِ
وَنُصغِي
نَسمَعَ مليًّا وَشوَشِاتِ الأشيَاءِ
حَولَنَا
وَنَعرِفُ أنَّ سَفَرَكِ طَوِيلٌ طَوِيلٌ
تَعِبِتْ مَقَاعِدُ السَّفَرِ
مَلَّتْ أيَادِي الفَضَاءِ تُلَوِّحُ لكِ
وَالعَينُ تَعَطَّلَتْ فِيهَا شَبَكةُ الضَّوءِ
( يتبع )
بقلم ميشال سعادة
Discussion about this post