حَصَادُ المعاني
( تابع )
2/7
آدمُ .. حوَّاءُ كتابانِ منذُ البَدءِ
جُرحَانِ مَفتُوحَانِ
بالجُرحِ
تتفتَّحُ ألفُ نَجمةٍ ونَجمةٍ
في مواكبِ الفضاءِ
لكنّ أزهارًا تلاقي مَوتَها تَحتَ الأَقدَامِ
عَن قَصدٍ وَعَن غَيرِ قَصدٍ
ما تَلبَثُ هذي الأزهارُ عَنِيدَةً
تُعاوِدُ الإنتِشارَ فِي السَّهلِ
فِي الوَعرِ
لكنّ هواءً وغُبارًا يَقِفَانِ بالمِرصَادِ
إنسانٌ مَدعُوٌّ للصَّلبِ
يرى الى مرايا مَكسُورةٍ صورتَهُ
تَتَشَظَّى شَظايَا
يَهرُبُ من ذَاتِهِ الى ذَاتهِ مَذعُورًا
وكذَا الأزهارُ نَتَنَفَّسُها
يَعفُو العِطرُ والأيدِي فارغةٌ
والقَلبُ فَراغٌ
فَرَاغٌ يملأُهُ الفراغُ
وجَميعُ ما حَولَنَا مَنفيٌّ
فِي الفَرَاغِ
إِنْ تُبَلسِمِ الأحلامُ جراحَنا
ليستْ غَيرَ طَعمِ الثِّمارِ ..
وَاقِعٌ مأزُومٌ يَعقِبُهُ ظِلٌّ
وظِلالٌ ..
يا امرأة !
هِيَ الحَيَاةُ أنفَاسٌ
وإشاراتٌ تَتَمَرأَى
في ظلِّ الخوفِ والعَطشِ
وَالأَرضُ لَيسَت غَيرَ دَائِرَةٍ
الأَرضُِ دائرةٌ
تَعَبٌ يَتَرَصَّدُنا .. يَدُورُ
يَتَسَلَّى عَنِ المأساةِ رَجلٌ وَامرَأةٌ
في
نَهرِ
الأحزانِ …
أنا لَنْ أنسَى امرَأَةً
وَقفَتْ إلىجَانِبي
علَّمَتنِي أنَّ العالَمَ مَرسُومٌ
فِي اللّحمِ فِي العَظمِ
يُكتَشَفُ في ضَحِكٍ يَضِجُّ
بمُوسِيقَى الأطفَالِ
لكِنِّي لا أُخفي ولَا أَتجَاهَل
تَنقُلُنِي مِن مَطبٍّ الى مَطَبٍّ
مِن فخٍّ الى فَخٍّ
غَيرَ أنها وفيّةٌ
تُسَلِّحُني كي أُجَابِهَ جُرحَ إِيلامٍ
وَكَونًا يَسعَى إلى الخَرَابِ
وَفِيَّةً تُلاطِفُ مَوتَ الحُبِّ
بِذَوقٍ عَمِيقٍ
كُنتُ ظِلَّها
كانَت ظِلِّي
ما زَالتْ فِضاءً يَرسِمُ
أشكالَ الغَيمِ وَتَحَوُّلاتِ القَمَرِ
هِيَ الغُيُومُ نَفسُها غَامِضَةٌ
وَفِي المَرَايا طَلاسِمُ
وَجميعُ الوُجُوهِ وَجهٌ وَاحِدٌ
يَتَلَوَّنُ عَلَى وَقعِ الزَّمَانِ
… وَتَمُرُّ الأيامُ
كالنَّهرِ تَمُرُّ تَجرِفُ مِن طَرِيقِها
ما يُعوُّقُ المَسيلَ
تتغيَّرُ مَلامحُ المَكانِ
والماءُ ماءٌ
كالحُبِّ قُوَّتانِ للهَدمِ والبِنَاءِ ..
وَنَسألُ –
أَطَعمُ الحَياةِ حَلاوةٌ وَمَرَارَةٌ ؟
أَمْ نُسغُ الأحلامِ ؟
أكادُ من فَرطِ الحُبِّ
أنسَى أنِّي أعِيشُ
أوْ هي الأُسطُورَةُ تَحيَا
فِي مُبتَدَعَاتِ الخَيَالِ؟
مَنْ يَقوَى على القَولِ لي
إنِّي أَحيَا أَو أَمُوتُ ؟
أأنا مَِنْ يكتُبُ
أَمْ هِيَ الأفكارُ في جَسَدِ الكلِمَاتِ
تَهرُبُ مِن دَربِي
إلى الوَرَقِ اليَابِسِ ؟
ألنَصُّ المَولُودُ بَينَ يَدَيَّ
وُجُوهٌ تَنسِجُنا .. تَسْجُنُنَا
شُعَرَاءٌ يَجلِسُونَ الى مائدةٍ وَاحِدَةٍ
يَتَآكلُونَ وَنُصُوصٌ تتآكلُ
فِكرةٌ تلِدُ فِكرَةً
تَتَكدَّسُ الأفكارُ تَتَوَالَدُ
في مَخاضٍ عَسيرٍ
والسّواعدُ ممدودةٌ حتَّى أجنحةِ الهَوَاءِ
تَجِفُّ شِفَاهُنا حُبًّا على مرايا الإبدَاعِ
لكنَّ امرَأةً
ما زالتْ أنظارُها طَريقًا بَيضَاءَ
تُلامِسُ وَجهِي وَالجَبينَ
تُذكِّرُني أنَّ المِلحَ عِلَّةُ الدَّمعِ
والماءَ عِلَّةُ الحَيَاةِ
والحُبَّ أبجَدِيَّةُ الجَسَدِ
وَنَبعُ هَذِي القَصَائِدِ
( يتبع )
بقلم ميشال سعادة







































Discussion about this post