بقلم دكتور … محمد الدليمي
هويتنا العربية : دلت اللغة العربية على إنها أقدم اللغات زمنا ؛ افتراضا لمن لا يؤمن بالقرآن الكريم إنه منزل من قبل رب السماء، اسم الأرض عربية نسبة للغة التي يتكلم بها أهلها، واسم الإنسان الذي يسكن هذه الأرض الطيبة اتخذ منها اسم له، وسيقول البعض لم لا نقول اتخذ من اللغة اسما له ؟ الأجابة من عند اللسان ففي أرض العرب الكثير من القوميات ، الكردية، والتركمانية ، والأشورية، والكلدانية ، القبطية، والأمازيغ، وغيرها وكلهم لهم لغة غير العربية ويسمون بالعرب، ومن هنا الأرض اتخذت لها مسميات على اللغة التي انزلت عليها ؛ سيقف القارئ هنا طويلا ويسأل نفسه كيف للأرض تستقبل اللغة قبل الإنسان وما هي الدلائل على ذلك ؟ الأجابة على هذا التساؤل ، ستكون على شطرين الأول لمن يؤمن بالقرآن الكريم أو الكتب المقدسة ، قال رب العزة ( قلنا يا أرض ابلعي ماءك ) ( فقال لها وللارض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين … ) وغيرها من الآيات الكريمة ونحن بإيماننا نعلم إن لغة السماء عربية ؛ وهنا أفصاح عما جرى من تغيير الألسن بعد خطيئة آدم عليه السلام تشتت الألسن بأمر الله فخرجت من العربية باقي اللغات فمنها ما كان من حروفها كلغة الفارسية والتركية ولغات البشتم غرب الصين وجنوب روسيا كما هو معروف ، وقد تكلم الله سبحانه مع الأرض والسماء والأشجار والطيور والحيوانات، وباللغة العربية حصرا ، لماذا نحصرها باللغة العربية ؟ لأن قوله تعالى ( واذا وحوش حشرت ) انظر لكلمتين وحوش وحشرت إنه أمر من عنده سبحانه .
لربما يستفهم القارئ من الممكن يكون الأمر إيحاء للأرض والسماء والحيوانات ، والأجابة تكون بنعم هو الإيحاء وفهمت بعقلها الذي أوحي إليها باللغة العربية فلإيمان بالكتب السماوية هو خير دليل على الأفهام الصحيح على منبع اللغات وسيطرتها على الأرض ؛ والأجابة لمن لا يؤمن بالقرآن الكريم ، تكون بعملية تطبيقية لو عزلنا مدينة عن باقي المدن وسكنها قوم أخرين غير أهلها ولا يتكلمون بلسانهم ولا يعرفوه سنجدهم بمرور الزمن يرجع لسان تلك الأرض للغته الأصلية. وكذلك يوجد مثل ذلك في أرض الواقع وخصوصا لمن يستمد تاريخه من أرضه فتوجد لغات قديمة كانت تحكي على ارض العرب ويتعامل أهلها بها وهجرت تلك اللغات وبقت الأرض توحي للإنسان لغتها ، واستمر بعض اهلها على اللسان السرياني أو الآرامي ولكنه يتحدث العربية بأكثر طلاقة من تلك اللغات وهذا يدل لنا على إن الأرض عربية ، وسيجيب اللغويون على إن المجتمع يفرض نفسه بلغته على القليل وذلك ممكن من الناحية البديهية ولكن من ناحية التطبيق التاريخي سيبقى لسان الأرض هو الغالب بأمر الله سبحانه .
من كتابي ( بلاغة الشعر ) مبحث في فقه اللغة .
Discussion about this post