بقلم فراشة الشعر التونسي …
سليمى السرايري
غريبة هذه الصدفة التي تتبعني من سنين طويلة !!
يعود هذا الرجل غصبا عنّي ككل سنة وفي نفس الميعاد
سأقنع نفسي أن أبتسم له الآن، وأشكره كثيرا، لكي أترك انطباعا جميلا لديهِ وصورة للذكرى تحمل أحلامي الكثيرة، وأتجاهل الأعشاب الطفيليّة بأشواكها وأهتم بالعمر المتبقّي، لعلّي أحقق بعض الأمنيات العالقة في أذن رجل آخر اسمه “الأمل”.
رجلي الأوّل يدعى “ميلاد”، تحلو له العودة في هذا التاريخ “27 ماي” بالذات، ولا يمكث عندي سوى ساعات قليلة، ثم يضرب لي موعدا آخر في سنة أخرى ربما قد لا تأتي…
في هذا اليوم، أتفرّغ لنفسي، أكتب كلمات لا تصلح للنشر، أقول ما أريد بكلّ حريّة فهي كتابات خارجة عن كلّ القوانين والأعراف، وسأكتب أيضا رسائل كثيرة للأشخاص، للطبيعة، للجماد، لعرائس “باربي” وسأختم برسالة إلى الله أخبره عن مساءات القهوة التي كنت أحتسيها مع والدي، سأخبره عن عصافير الشارع الكبير التي هجرت السماء فجأة ، اطلب منه ان يغفر لي غضبي وثورتي وطيبة قلبي الفائضة، ثم أغزل بعض حزني حروفا لتفيض هالات وكواكب.
سأقرأ كلّ هذه الرسائل بصوت مرتفع، لا أحد سيتضايق فأنا وحدي كما قلت في البيت، لا رقيب ولا محاسب، ثم أجهز مرسمي “الفوضى” لأرسم لوحة ليست للعرض، أخلق فيها كائنات متحركة داخل المشاهد التشكيلية، أخاطبها وأراقصها قبل أن أصبّ عليها زيتي ومائي بفرشاة كم لثمتْ أصابعي وعانقتْ جنوني وصيّرتني لونا من تركيبة خاصة.
اليوم سأمكث مع “ميلاد” طيلة يوم كامل نحتفل معا ونشرب نخب احتراقنا ككلّ سنة.
–
بقلم فراشة الشعر التونسي …سليمى السرايري
Discussion about this post