عراب المسرح السعودي فهد ردة الحارثي يروي
من الذاكرة
متابعةالهام عيسى
رصيف جريدة اليلاد 2
– في الوقت الذي وصلت فيه جريدة البلاد لدرجة الاحتضار المادي كانت تنتج عملاً صحفياً رائعاً بفضل ملاحقها الرائعة التي كانت الأكثر تميزاً وجراءة ونتاجاً ، فكان عبدالعزيز الخزام ومعه عبدالعزيز الشريف وفايز أبا يقدمون ملحقا ثقافياً في قمة الثراء ، وتجلى إبراهيم مرحبي رحمه الله في ملحقه الشعري الشعبي ( مشارف) وكان الملحق الفني يتألق بإشراف عيد الخميسي ، لكن الوضع تردي أكثر ولم تعد الرواتب والمكافأت تصرف بشكل جيد فهجر الجريدة من هجرها وبات وضعها يرثى له ، ومع ذلك ظلت تقدم خبزاً صحفياً يفوق امكانياتها بفضل من بقى متمسكاً بها من الصحفيين حتى لو عمل دون راتب
عن لي ذات يوم وأنا أخرج من جريدة المدينة أن أعبر نحو البلاد وألقى التحية على من قد أجدهم من الأصدقاء ، وماكدت أدخل المبنى إلا وصوت معركة كلامية ساخنة تدور بين شخصين في مكتب قريب دخلت المكتب فإذا بالمعركة قد نشبت بين الأديب والشاعر عبدالله باهيثم والصحفي اللامع والالمعي في عمله محمد الفايدي الذي كان في فترة ما من ألمع الصحفيين السعوديين
، وكدت أتدخل لولا أني وجدت الجميع غير مهتمين بهذا التلاسن اللفظي الذي تطور لاشتباك بالأيدي دون أن يتدخل أحد ،بل أن البعض نصحني بعدم التدخل لأنها فقرة دائمة بينهما وهما لايفضلون التدخل في الطقوس المعتادة ، ثم خرج الاثنان لخارج المبنى وكلاً يتوعد الأخر بالضرب المبرح ، أكملت حديثي مع الزملاء وشربت كوب الشاهي وأنا قلق مما قد يحدث لهما وأتصور شكل المعركة التي دارت ، لكني ماكدت أخرج من مبنى الجريدة حتى وجدتهما على نفس الرصيف يضحكان بصوت مرتفع وكأن شيء لم يكن ، ابتسمت للحالة فقد تلاسنا وتضاربا وتصالحا في أقل من نصف ساعة ، هل كان لهذا الرصيف العجيب حق التدخل بينهما ، وقد اخبرني الصديق عبدالعزيز عسيري أنه شاهد نفس الحالة ثم كرر صديق ثالث مشاهدته لنفس الحالة فاحترمت الرصيف الذي تمكن من أن يحول حالات البشر وصارت اتحاشى المرور عليه، رحم الله الأصدقاء باهيثم والفايدي والمرحبي وسكرتير التحرير السابق، ونحو الرصيف تمضي القصص
Discussion about this post