بقلم … عبد الجبار أحمد …
السودان
عجوز عشّريّني في بداية عُـمره المنسيّ يجدُ نفسه عالّق في متاهة العشّريّنيات لا يقدر علي فعلٍ شيئاً فقط يرسيّ وحيدًا علي شواطئ اليأس بعيّداً عن الحياةّ و المرحٍ يرتديَ ثوب عشّريّني ينتظرَ الرحيّل الإيراديّ،
يُمارس اللاحيآة حتي يبّقي علي قيّد الحياة
كعجوز يجلسُ علي كُرسى خشبيّ قديّم يُعرجح نفسه للأمام ثم للخلف يتذكر اللحظات الجميّلة التي تُعيّد إليه بهجة وجهه التي أفتقدها مُنذٌ موسم الطُفولة
عشّـريني يعيش في مجتمع يُعرف فيه بأن
الكاتبّ مجنٌون، شاعر عآشق، الصمتُ ضعف، كثرة الكلام فصاحة، الإجرام هيّبة، العُريَ موضة، الحبُ خُدعة، الفقر عيّب، الإحترام خوف، العُزلة جنون، و السعادة الخارجيّة هي كُل شيء،
لذالك لا يحبّ الاقتراب كثيرًا من الأشّخاص المدلليّن الفارغيّن عاشقيّ المظاهِر الإجتماعيّة، ولا يحبّ كثرة الأسئلة و الثرثرة و الضجيج، فقط يعشق الهدوء و يُحبّ الكتابة، القراءة، العُزلة، القهوة، البحر، الخريف، الطبيعة، الليّل، اللون الأسود، و جميّع الأشياء التي تحملُ تفاصيّل قديّمة و نادرة لا أعرف لماذا لكنهُ وجود نفسهُ هكذآ أو أنهُ عجوز بالفعل،
حسناً لا يُهم علي أي حال ولكن هذه لا يعني بأني مجنٌون او مريض نفسيّ لا لا أنا لستُ كذالك ولستُ غيّري من البشر مُطلقاً بل مثلكم تماماً أفعل كما تفعلون حتي أمارس الحيآة علي أفضل السُـبُل المطلُوبةّ.!
أنامُ، استيّقظُ، أكلُ أشّربُ، أفرحُ أحزنُ، أدرسُ أعملُ، حتي أحبُ ولدي بعض من الأصدقآء، صحيّح إمتلك جنون الكتابة و لكنني لستُ بمريض نفسيّ بل أنا طبيب نفسيّ لنفسيّ أستخدم العلاجات اللاطبيّة كالكتابة وغيّرها من المُهدئات فترّةً لٍفترة بطِريقة إبداعيّة
أما الحديّث عن الكتابة فهي قادرة علي أن تأخُذني بعيّداً عن جديّة الحياةَ و المنفذ الذي ٱهرب إليه حتيّ اتلاشى كوابيّس الوآقع و أقوس في نسيّآن مُؤقت، بالمختصر المفيّد إدمان الشغف،
وأنا ادري تماماً بأن القليّلون فقط من جيّلي سيفهم ذالك و الكثيّر و الكثيّر من المُسنيّن الذين يُعجبهم فني، وكل ما أحتاجهُ في فصل العجز هذا سُبات من الراحة
لذالك أقول:
من حُقوق نفسك عليك أن تبتعد عن كُل ما يزعُجك”
لذالك يّمارس حيآتهُ مع جيلهُ بجسدهُ لوجه البقاء
بينما عقلهُ مع ذالك الأربعيّني و الخمسيّني كعجوز فيّ ٱواخِر العُمڕ وفي الحقيّقة هو شآبً عشّريّني عند بداية مشوار حياتهُ المُظلم وأنا لستُ بهذا التعقيّد لكن لا أريدُ أن يفهمني أحدهم جداً،
حسناً أريدُك أن تخبرنيّ بكَلَّ صراحة
نفسيّ تُثرثرة
ما الذي تُريدُ أن تعرفهُ.!
لماذا تجلسُ وحدك هكذآ الم تجد من يفهمُك..!
لا ليس كذالك ولكن أنا فقط أفضلُ الجُـلوس لوحدي لفترةّ طويّلة
لا تسألني عن السبب لأنك تعرفهُ جيداً،
نعم، لأنك لا تجدُ الراحة بين هذا المُجتمع أيها العجوز أليس كذالك..!
نعم، صحيح
لكن كُلُ ما أريدُك أن تعرفهُ أنني مُدخن مُسالم لا يُؤذي إلا نفسهُ وهي تعلَم ذالك جيّداً
و أرجوك لا تُقاطعنيّ
عجوز عشّـريّني..
يخاف الأقتراب من الماضي لأن الماضي يحملُ تفاصيّل نادرة صعب جدآ تكرارًها و يخاف الاستمتاع باللحظآت الجميّلة لأنها سيأتي يوما و ستُصبح ذكريات فقط لا غير، لذالك أتركوا ذالك العشّـرينيّ يفعلُ ما يُريّد أن يفعلهُ لأن جميّعكم لا تعلمون شيئاً عن ما يحدُثُ في ما داخله وعن تلك الظُروف و الغيّبات التيّ مرّة بهِ من خلال الكثيّر من التجاربّ التيّ ظلت تُحلق في حياتهُ حتي الآن، لذالك كلّ ما يريدهُ فقط أتركه يعيّش كمنسيّ …
بقلم عبد الجبار أحمد ….السودان
Discussion about this post