شعر .. ختام حمودة
على هَـواكَ غَـفَتْ تَهْـويمَة الـشّجَرِ
و أيْقَـظَ الـبَحْـرُ رَمْلَ الرّوحِ بِـالضَّجَرِ
يُـرَتّل الـــمَـــوْج لِلــنّــوارِ بَـحَّــتـهُ
فَــيَـرْقُـص الْـلـيْـلَـك الـمَـنْـثور لـلـسّـحَرِ
وَ يَحْـتَـسي نَـوْرسُ الأحْلامِ خَمْرَتَهُ
وَ يَــسْـكـرُ الـوَرْدُ بـالإيـمـاءِ وَ الـنَّـظَـرِ
هَوامِشي ضِحْكَةٌ في سَطْرِ وَشْوَشَتي
وَ فـي عُـيـوني انْـكـسار الـظّـلِّ لـلْقَمَرِ
مُـسافِرٌ خَـيْطُ حُـزْني في احْتِراقِ غَدي
و في ذُهـولي أزِفُّ الـلَّحْـنَ بالْـوَتَـرِ
بَـيْـني وَ بَـيْـنَ فَـمـي رَشّــات بَـسْـمَلَةٍ
و فـي شِـفاه الـمَسا يَـغْفو نَـدى الزَّهرِ
فَـتَـمْتَمَتْ نَـجْـمَةُ الإغْـواء في لُـغَـتي
وَ سـاجَـلَـتْ غَـيْـمـةُ الـغُـيّـاب لـلـمَـطَرِ
عَـطْشى لِـبَعْضِ خَـيالٍ مَـرَّ فـي خَلَدي
يَـوْمًـا وَ ما عادَ يَـحْـكي غَـيْـبَةَ الأَثَـرِ
روحي تُـلَمْلِمُني فــي كَــفّ غُـرْبَـتِها
وَ تَـعِجِنُ الـوَجَعَ الـمَشْدوه فـي نُهُري
أنا الـمَـسـافَة مــا بَـيـنْي وَ بَـيْـن أنــا
فَـفـي أنــاي أرَى الألْـوانَ فـي سَـهَري
غُـيّـبْتَ عَـنّي وَ ظَّـلَ الـطّينِ يَـحْرُسُني
فقاتَلَتْ جَـمْـرَةُ الـنّـيران بي شَىرَري
مَـنْ يَـفْرك الـصَدأ الـمَعْتوه عَنْ جَسَدي
و َيَحْـتَسي مِنْ شَـراييني طِلا الخَدَرِ
أنـا الـتَّـفـرد, داخَــتْ فــيّ أنْـسـجتي
و َعَـلَّـقَـتْني عَـلـى أشْـلائـهـا جُــدُري
بَـيـادرُ الـحُـزْن لَمْ تُـنْـبتْ سِوى وَجَـع
مِــــنَ الـحَـنـيـن يُــغَــذّي أَنّة الـكَـدَر
منْ طـينةِ الصَمْتِ قَـلْبي صُغْتُ نَبْضَتَه
وَمِـنْ نُثــارةِ روحي جِئْتُ بـالـدُّرَرِ
قَــدَّسْـتُ كُــلّ جَـمـال كُـنْـتُ فـيـه أنــا
قِــديــسَـة عُجِــنَـتْ بــالنّـار للـغـررِ
أنـا فَــمُ الـشَّـعرِ فـي مـيـزانِ أزْمِـنَتي
وَإن نَطَـقْتُ اكْـتَـسى الـتَّاريخُ بِـالسّورِ
بَذَرْتُ في أرْضِ أوْجاعي حُروفَ غَدي
فَأنْبَتَتْ فَوْق سَـطْر الدَّمْعِ بالـصّوَرِ
مــا اسْـتَأتُ مِـنّي وَلـكِنْ سـاءَني زَمَـنٌ
يُــقــاس فــيـه بَـلـيـغ القَـوْل بـالهَـذَرِ
أنــــا الـدَّلـيـلُ وَقَـلْـبـي مَــسَّـهُ لَــغَـبٌ
وَلَــيْـسَ إلّا إلــى قَـلْـبي بَـدا سَـفَـري
وَحْدي عُــيــونٌ وَلــلـنَّـوَّارِ أجْــنِـحـةٌ
فـيـهـا تُـراقِـبـهُمْ في عَـثْـرَتي جُـزُري
فـالـشّعرُ مَـدَّ جَـناح الـحُبّ فـي مُـدُني
فَطِـرْتُ وَحْدي وَروح الـشّعرِ لَمْ تَطِرِ
وَحَـلَّـقَـتْ فـي يَـدي أنْـهارُ غَـيْـمَتِنا
فَأمْطَرَتْ هـاجِـسَ الأرْواحِ في عُطُري
أنا ازْدَحَمْتُ بِأسْراري وما ازْدَحَمَتْ
صَحائِفُ الصُّبحِ في حِبْري وفي خَبَري
فـاسْـتَيْقَظَتْ شُـرُفاتُ الـرّوحِ مِنْ وَجَعٍ
فَألْـبَـسَتْني خُـيوطَ الـنّـورِ كَـفُّ ثَـري
أنـا (الـيَبوسُ ) وَ نَـخْلي مـا انْـحَنى أبَدا
ومـا أزالُ أمـــدُّ الــكــفَّ بــالـثَـمَـرِ
سَـبْـعـون قَـرْنـا وَعُـمْـري ما أزالُ بِــهِ
نَهْرًا يُــثَـرْثِـرُ فـي أمْواجِـهِ قَـدَري
فـابْـيَـضّ كُـحْـل عُـيوني في مَــرَاوِدهِ
وَ خَـبّأ الـنّـورُ فـي أرْدانِـهِ بَـصَـري
وَعُـدّتُ لـكِـنَّ قَـمـيصي مَـزَّقَـتْه يَــدي
وَكانَ يَعْـقوب يَــبْـغـي عَــوْدةَ الأزُرِ
وَلي خـيـال عَـلـى حـلـمي يُـراوٍدُنـي
وَألْـفُ رُؤْيــا أنـــا فــسّـرتُ لـلـسَّـمَرِ
أنا رَجَعْـتُ مَـعـي مَــنْ ذا يُـخَـبِّرُني
عَـنْ عَوْدَة الرُّوح للأوْطان مِـنْ خَطَرِ
أعْـتقتُ حِبْري وما حُرّرْت منْ وَرَقي
شعر .. ختام حمودة
, رُدن : (اسم)
الجمع : أَردان و أَردِنة
كُمٌّ، مدخل اليد ومخرجها من الثوب
Discussion about this post