نُشر في: 24/6/ 2015
في قصة قديمة لي، حكيتُ عن طبيب شاب إسمه ثروت :
“أنت تعرف (ثروت البربري) .. عينان ملونتان لهما لون البرسيم، وشعر بني مجعد، وقامة نحيلة. الطبيب الشاب المفعم بالأحلام، والذي يعرف يقينًا أنه سيكون رائعًا وسوف يبهر العالم .. ربما يحكمه كذلك .. هنا يجب أن نقول إن نمط (ثروت) شائع نوعًا بين الأطباء، فهو من أصل ريفي، ومنذ دخل كلية الطب نال إحترامًا ووضعًا مرموقًا جدًا في قريته .. إنه يفحص المرضى بقلبٍ جريء ويكتب العلاج لهم من أول يوم له في الكلية، وبالطبع يرتكب أخطاء قاتلة، ثم مع الوقت بدأ يتكلم .. يتكلم في السياسة والدين والأدب والفلسفة، وكان يتكلم بلا أي خلفية ثقافية أو قراءات يستند إليها ، لكنه تعلّم أن الناس يصغون له بإهتمام وإحترام .. إن (الدكتور) يتكلم فأنصتوا .. إنه الخلط المعتاد في مجتمعنا حينما يفترض أن المتفوق في دراسته مثقف حاد البصيرة كذلك ، وهكذا كانت آراؤه تتخذ صيغة شبه مقدسة، ولكم من مرة جلس رجال واسعو الخبرة شابت شعورهم وشواربهم يتناقشون في قضية ما، ثم يلتفتون نحوه قائلين:
ـ”فلنسمع رأي الدكتور في هذا ..”
كان يتنحنح ويتكلم في وقار.. يقول أي شيء، فكانوا يوافقون على كلامه في إحترام ..
مع الوقت إزداد جَهلًا وضيق أفق .. وإزداد غرورًا كذلك ..”
أحمد خالد توفيق
*الشهادة تثبت أنك خريج جامعة ولكنها لا تعطيك الحق فى الإفتاء فى كل أمور الحياة
Discussion about this post