فتاح الغندري
لقد أصابني الفتور في كل شيء، لم أعد اكتب إليك كما في السابق، لم تعد أبجديتي تتراقص طربا كلما هممت بالكتابة إليك.
لقد أصاب الفتور كل شؤون حياتي فلم يعد للعمل طعم ولا للكتابة لذة و لا للقراءة أيضا.
إنني منطوي على ذاتي مختبئ في شرنقة العمل و تعبه كي لا يلحظ أحد ملامحي الباهتة التي بت في الآونة الأخيرة ارتدي أقنعة كتلك التي في مسارح الكابوكي في عصر الايدو.
لكنني استبدل الأقنعة الخشبية الملونة بمسامير خفية اثبت بها وجهي و أشكله حسب ما اقتضى الموقف، فتارة أرسم عليه ابتسامة و تارة أجعله حزين ليتماشى مع الموقف و تارة بين ذلك.
ألعب دور المستمع أحيانا، ودور الناصح أحيان أخرى.
لقد لعبت معظم الأدوار في حياتي أو بعبارة أدق لقد ارتديت جل الأقنعة و فصلت وجهي كما يقتضيه الموقف مني.
فأنا الكاتب و أنا الحبيب و انا العدو و أنا الرفيق و الصديق و أنا الخائن في نظر نفسي.
انني بشكل أبسط ودون تعقيد كثير متغيير، متقلب أكثر من طقس الخريف، آلة طابعة تخرج كل حين نسخة حسب كل رغبة.
بعبارة أخرى لم يعد للحياة طعم، لم يعد للقمر ليلا جماله و سحره المعهود، لم يعد لحفيف الشجر و الريح يهدهدها طرب.
فتاح الغندري
#رسالة_في_جيب_معطفي_القديم
Discussion about this post